رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الآية التي فتحت باب الرحمة والشفاعة.. هدية نبوية مطلقة

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت دار الإفتاء المصرية إن الآية الكريمة:﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64]،لم تُقيد بزمن حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي مطلقة، وباقية إلى يوم القيامة؛ إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

وقد فهم الصحابة هذا العموم، ومنهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي عدّها من أعظم الآيات التي تُبشر المؤمنين بالرحمة والقبول.

حياة النبي ﷺ بعد وفاته


قال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار إن هذه الآية دليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيٌّ في قبره بعد وفاته، مستشهدًا بالحديث: «الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ» الذي صححه البيهقي، مؤكداً أن حياة النبي بعد وفاته من المسلَّمات عند العلماء المحققين.

حكم قراءة الآية عند زيارة المقام النبوي


أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على استحباب قراءة هذه الآية عند زيارة مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعدّوها مشروعيةً لطلب الشفاعة منه ﷺ، فيخاطب الزائر النبي بقوله: "جئتك مستغفرًا من ذنبي، مستشفعًا بك إلى ربي"، تأسّيًا بما جاء في الآية الكريمة.

 قصة الأعرابي والعتبي


ومن أبرز الشواهد ما رواه العتبي، إذ جاء أعرابي إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: "السلام عليك يا رسول الله! سمعت الله يقول: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ...﴾، وقد جئتك مستغفرًا من ذنوبي، مستشفعًا بك إلى ربي"، ثم أنشد أبياتًا مؤثرة يخاطب فيها النبي. وبعد انصرافه، رأى العتبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وهو يبشره بأن الله قد غفر للأعرابي.

اتفاق العلماء على الاستشهاد بها


وقد نقل هذه القصة واستشهد بها كبار الأئمة والعلماء من مختلف المذاهب، منهم: القرطبي، القاضي عياض، النووي، ابن كثير، السيوطي، ابن حجر الهيتمي، وابن قدامة، وغيرهم كثير، وكلهم أكدوا على مشروعية الاستشفاع بالنبي ﷺ عند قبره الشريف.


الآية الكريمة ليست مجرد نصٍّ يرتبط بزمن محدد، بل هي باب مفتوح من أبواب رحمة الله وشفاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لكل من قصده تائبًا ومستغفرًا، ليجد عند الله توابًا رحيمًا.