مرافقة النبي ﷺ في الجنة.. كيف تتحقق؟

روى الصحابي الجليل ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، موقفًا مؤثرًا جمعه برسول الله ﷺ، حين قال:"كنت أبيت مع رسول الله ﷺ، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سَلْ. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود."[رواه مسلم]
مرافقة النبي ﷺ في الجنة.. كيف تتحقق؟
وهنا يضع النبي ﷺ لنا قاعدة ذهبية لمن أراد الفوز بالجنة وصحبته فيها: كثرة السجود، والتي تعني الإكثار من الصلاة.
صلاة النبي ﷺ.. قدوة للمؤمنين
كان النبي ﷺ إمامًا في المحافظة على الصلاة، فرضًا وسنةً.
الصلوات المفروضة: سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة.
السنن الرواتب: كان يداوم عليها إلا في السفر.
قيام الليل: طاعة لأمر ربه في سورة المزمل:{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا... وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4]
كما كان ﷺ يحث على صلاة الضحى، ويقول:"من حافظ على شُفْعة الضحى، غُفر له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر"، وثبتت من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة.
معنى الصلاة.. أكثر من حركات
في اللغة العربية، "الصلاة" تعني الدعاء بخير، ومن هنا جاء دعاؤنا لرسول الله ﷺ حين نقول:
"اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله."
وقد يتوهّم البعض أن صلاة الله على نبيه تشبه صلاتنا نحن، لكن الحقيقة أن صلاة الله تعني: الثناء عليه في الملأ الأعلى، والدعاء له بالرحمة ورفعة الدرجة.
وكلما أكثر العبد من الصلاة على النبي ﷺ، زاده الله شرفًا، وهو أهلٌ لكل خير بما صبر وبلّغ وعلّم الأمة.
السجود.. سر استجابة الدعاء
علّمنا النبي ﷺ أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فقال:
"اجتهدوا في الدعاء في السجود، فإنه قَمِنٌ أن يُستجاب لكم."
[رواه مسلم]
أي: جدير بأن يُستجاب، وربما يُستجاب فورًا بقوة.
الصلاة.. عمود الدين
الصلاة ليست مجرد عبادة بين العبادات، بل هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين كما وصفها النبي ﷺ، فالعمود هو الذي تقوم عليه الخيمة، وإذا سقط، سقط البناء كله.