قيام الليل وصلاة الضحى.. سر الطريق إلى مرافقة النبي ﷺ في الجنة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن كثرة السجود لا تكون إلا بكثرة الصلاة، موضحًا أن النبي محمد ﷺ كان يكثر من الصلاة ويحافظ على السنن الرواتب، ولم يكن يدعها إلا في حال السفر، مشيرًا إلى أن الصلاة المفروضة تبلغ سبع عشرة ركعة يوميًا، ويوازيها عدد مماثل من السنن المؤكدة التي كان النبي يواظب عليها.

السجود طريق الجنة

وأوضح الدكتور علي جمعة، في منشور له تناول فيه فضل السجود، أن النبي ﷺ ربط بين كثرة السجود ومرافقة النبي في الجنة، مستشهدًا بحديث ورد عن الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، حيث قال:
"كنت أبيت مع رسول الله ﷺ، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود."[رواه مسلم]

قيام الليل.. وصية قرآنية للنبي ﷺ

وتابع الدكتور علي جمعة حديثه موضحًا أن النبي ﷺ كان يحرص على قيام الليل امتثالًا لأمر ربه، كما جاء في سورة المزمل:{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4]مبينًا أن قيام الليل من العبادات التي واظب عليها النبي ﷺ، وكان لها أثر كبير في تزكية النفس والتقرب إلى الله.

صلاة الضحى.. غفران لا يُقدر

وأضاف جمعة أن من الصلوات التي رغب فيها النبي ﷺ بشدة هي صلاة الضحى، حيث ورد عنه أنه قال:
"من حافظ على شُفْعة الضحى، غُفِر له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر."
مشيرًا إلى أن عدد ركعات صلاة الضحى يبدأ من ركعتين ويصل حتى اثنتي عشرة ركعة، وقد ثبت ذلك في أحاديث نبوية صحيحة.

معنى الصلاة في اللغة والدين

وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن الصلاة، في لغة العرب، تعني الدعاء بخير، ولذلك نقول في صلاتنا ودعائنا للنبي ﷺ:"اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته، اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله."
مبينًا أن بعض الناس -سواء من غير المسلمين أو من المسلمين الذين لم يتفقهوا في الدين- يعتقدون أن صلاة الله على النبي تعني كما نصلي نحن، وهذا غير دقيق؛ فصلاة الله على عبده تعني الثناء عليه في الملأ الأعلى، والرحمة، ورفعة الدرجة.

وتابع جمعة: "فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" معناها:"اللهم أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلِ درجته."
مشددًا على أن علو درجات النبي لا نهاية له، وكلما صلى عليه عبد من أمته، زاده الله شرفًا ورفعة، وهو ﷺ أهل لذلك، بما صبر وبلّغ وأدى الأمانة.

السجود.. موطن استجابة الدعاء

وأكد الدكتور علي جمعة أن السجود هو الموضع الأقرب لاستجابة الدعاء، مستشهدًا بحديث رسول الله ﷺ:"وأما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء، فإنه قَمِنٌ أن يُستجاب لكم."

موضحًا أن كلمة "قمن" تعني: جدير بأن يُستجاب، بل يُستجاب فورًا، بقوة ويقين، كما أشار إلى حديث آخر يبين مكانة السجود، إذ قال النبي ﷺ:"أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد."

مبينًا أن هذه اللحظات من أعظم ما يكون فيها العبد متصلًا بالله، وأنها من أبواب الخير التي ينبغي للمسلم ألا يفرّط فيها.

الصلاة.. عماد الدين وسنامه

واختتم جمعة حديثه بالتأكيد على أن الصلاة هي ركن الدين الأعظم، وهي عموده وذروة سنامه، مشبهًا إياها بالعمود الذي تقوم عليه الخيمة، فإن قام العمود استقامت الخيمة، وإن انهدم سقط البناء، كذلك هو حال الدين، لا يستقيم إلا بإقامة الصلاة.