رصاص الغضب يمزق هدوء قرية بني شقير في أسيوط

أصدرت النيابة العامة بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط قرارات عاجلة في واقعة المشاجرة التي شهدتها قرية بني شقير، حيث أمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع سرعة ضبط وإحضار باقي المتورطين، والتحفظ على الأسلحة النارية المستخدمة في الحادث، وإرسالها للمعمل الجنائي للفحص. كما كلفت النيابة رجال المباحث باستكمال التحريات حول ملابسات النزاع على المسقى المائي، واستدعاء شهود العيان لسماع أقوالهم، فضلاً عن تكليف الطب الشرعي بإعداد تقارير تفصيلية عن حالة المصابين الثلاثة لتحديد طبيعة الإصابات وأسبابها.
هدوء الفجر يتحول إلى فوضى
لم يكن صباح الأربعاء في قرية بني شقير التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط عاديًا. ما بدأ كخلاف زراعي قديم، تحوّل إلى مشاجرة بالأسلحة النارية هزّت أركان القرية، وأعادت للأذهان حكايات الصعيد عن الثأر والنزاعات المائية.
الطلقات اخترقت صمت الصباح، وأجبرت الأهالي على الاحتماء خلف الجدران، بينما تصاعد الغبار ورائحة البارود في الأجواء.
شرارة النزاع
تعود القصة إلى مسقى مائي قديم يفصل بين أراضٍ زراعية يملكها أبناء عمومة. مع مرور الوقت، تراكمت الخلافات حول حق استخدام المياه، حتى جاء اليوم الذي لم تعد فيه الكلمات تكفي، وخرج الغضب عن السيطرة.
الشهود يحكون عن لحظة تحولت فيها الأصوات المرتفعة إلى دوي طلقات، لتندلع مشاجرة بالأسلحة النارية في قلب القرية.
ضحايا الرصاص
كشفت التحريات أن الاشتباك العنيف أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص هم ممدوح ر. (40 عامًا) أصيب بطلق ناري في البطن وفاطمة ج. (27 عامًا) أصيبت بطلق ناري في الصدر ومحمود ع. (26 عامًا) أصيب بطلق ناري في الكتف الأيسر وتم نقل المصابين في حالة حرجة إلى مستشفى أسيوط الجامعي، حيث يبذل الأطباء جهودهم لإنقاذ حياتهم.
التحرك الأمني
على الفور، تلقى اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة بوقوع الحادث، فانتقلت القوات إلى الموقع، وفرضت طوقًا أمنيًا لمنع تجدد الاشتباكات.
قوات الشرطة تمكّنت من السيطرة على الموقف وبدء التحقيقات، فيما جرى تحرير محضر رسمي بالواقعة وإبلاغ النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية.
القرية بعد العاصفة
مع غروب الشمس، بدت شوارع بني شقير هادئة، لكن العيون تروي قصة يوم طويل من الخوف والتوتر، وأهالي القرية يدركون أن النزاعات على المياه قديمة قدم الأرض نفسها، لكنهم يتمنون أن تكون هذه الحادثة الأخيرة، وألا تتكرر مشاجرة بالأسلحة النارية تهدد الأرواح وتعكر صفو الحياة.