سيري الجديدة من آبل قادمة بقدرات متطورة على إدارة التطبيقات
تستعد شركة آبل لإطلاق نسخة محسنة من مساعدها الصوتي الشهير "سيري" خلال ربيع العام المقبل، وهي نسخة تهدف إلى تجاوز المهام التقليدية مثل ضبط المؤقتات أو تدوين التذكيرات، لتصبح أكثر ذكاءً وفاعلية في إدارة المهام داخل التطبيقات المختلفة.
وبحسب تقرير الصحفي مارك جورمان من بلومبرج، فإن سيري الجديدة ستدعم ميزة App Intents، التي تتيح للمستخدم التحكم في تفاصيل أكثر تعقيدًا داخل التطبيقات.
الميزة المنتظرة ستسمح بتنفيذ أوامر مباشرة أكثر دقة، مثل التعليق على منشور في إنستغرام، أو إضافة منتج إلى عربة التسوق في تطبيقات الشراء، أو تعديل صورة معينة وإرسالها لاحقًا.
هذا التوسع في قدرات سيري يأتي كجزء من استراتيجية آبل لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال المساعدات الذكية، خاصة مع المنافسة القوية من مساعدات أخرى مثل Google Assistant وChatGPT المدمج في منتجات مايكروسوفت.
ورغم الحماس الكبير الذي أثارته هذه الإمكانيات الجديدة، إلا أن المشروع واجه تأخيرًا ملحوظًا. فقد أعلنت آبل في وقت سابق عن نيتها طرح سيري المحسنة في مارس 2024، لكنها أرجأت الإطلاق، موضحة أن الأمر "سيستغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا لتوفير هذه الميزات على النحو المطلوب". وأكدت الشركة أن التحديثات الجديدة ستبدأ في الوصول للمستخدمين خلال العام القادم، بعد التأكد من جاهزيتها الكاملة.
ووفقًا لتقرير جورمان، تقوم آبل حاليًا باختبار ميزة App Intents مع مجموعة واسعة من التطبيقات، تشمل تطبيقاتها الداخلية، بالإضافة إلى تطبيقات طرف ثالث مثل AllTrails، وأمازون، وفيسبوك، وThreads، وTemu، وأوبر، وواتساب، ويوتيوب. ومع ذلك، أوضح التقرير أن الشركة قد تضع قيودًا أو حتى تستثني التطبيقات التي تتعامل مع بيانات حساسة، مثل التطبيقات البنكية، لضمان حماية خصوصية المستخدمين.
أول لمحة عن هذه التحديثات ظهرت خلال مؤتمر آبل العالمي للمطورين WWDC 2024، حيث سلطت الشركة الضوء على خطتها لإضافة مزيد من الذكاء الاصطناعي إلى أجهزتها وخدماتها. ومع ذلك، تسببت فترة الانتظار الطويلة في بعض الانتقادات، خاصة بعد الإعلان الترويجي الذي ظهرت فيه الممثلة بيلا رامزي، والذي عرض إمكانيات سيري الجديدة رغم أنها لم تكن متاحة عند إصدار آيفون 16، ما دفع البعض إلى اتهام آبل بالدعاية المضللة ورفع دعوى قضائية ضدها.
النسخة الجديدة من سيري تمثل خطوة مهمة لآبل نحو جعل المساعد الصوتي أداة أكثر تكاملاً في الحياة الرقمية اليومية، بحيث لا يقتصر دوره على الاستجابة للأوامر البسيطة، بل يمتد ليصبح قادرًا على تنفيذ مهام متعددة ومعقدة داخل بيئة التطبيقات. هذا التطوير قد يغير شكل تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم، ويجعل الأوامر الصوتية وسيلة أساسية لإنجاز الأعمال بدلاً من مجرد خيار جانبي.
في حال نجاح هذا التحديث، قد تعزز آبل موقعها في سوق المساعدات الذكية وتعيد تعريف ما يمكن أن يقدمه المساعد الشخصي للمستخدمين. ومع المنافسة الشرسة في هذا المجال، سيكون ربيع العام المقبل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشركة على الوفاء بوعودها وتقديم تجربة تليق بسمعتها في الابتكار.
الكل الآن في حالة ترقب للإعلان الرسمي، لكن المؤشرات الحالية توحي بأن سيري الجديدة ستكون واحدة من أكبر قفزات آبل في مجال الذكاء الاصطناعي المدمج في أجهزتها.