آية تعلمنا العدل والإنصاف وعدم التعميم في الحكم على الناس

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن قوله تعالى في سورة آل عمران: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} [الآية 113]، يرسخ مبدأ العدل والإنصاف في التعامل مع الآخرين، موضحًا أن كلمة "مِنْ" تفيد التبعيض، أي أن بعض أهل الكتاب أهل صلاح وعبادة، وليس جميعهم على نفس الحال.
{لَيْسُوا سَوَاءً} تعلمنا العدل والإنصاف
وأوضح جمعة أن التفاوت بين الناس يعود إلى عدة عوامل، أبرزها:
الزمان: فقد يكون الإنسان صالحًا في فترة من حياته، ومقصرًا في فترة أخرى.
المكان: فالبيئة المحيطة قد تدفع الإنسان للطاعة أو المعصية، كما في قصة قاتل المائة نفس الذي انتقل إلى بيئة صالحة فأصلح الله حاله.
الأشخاص: اختلاف الطبائع والميول بين الخير والشر.
الأحوال: كحالة الصحة أو المرض، والغنى أو الفقر، والسلم أو الشدة، حيث تكشف هذه الظروف عن ثبات الإيمان أو ضعفه.
وشدد على ضرورة مجاهدة النفس في جميع الأحوال حتى آخر العمر، وعدم الانجراف مع تغير الظروف.
وأشار جمعة إلى أن الله تعالى مدح بعض أهل الكتاب لأنهم يتلون آياته ويسجدون بالليل، مبينًا أن السجود يعد من أسرار الأمة المحمدية، وهو من أقرب العبادات إلى الله، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد».
وأضاف أن الأمة المحمدية تتميز بكثرة السجود في الصلوات المفروضة والنوافل، وأن الأرض كلها جعلت مسجدًا وطهورًا لها، في إشارة إلى رحمة الله بهذه الأمة وتيسيره لعبادتها.