أذكار الصباح من السنة.. متى تبدأ وتنتهي؟

أذكار الصباح والمساء من أهم الأذكار اليومية التي يحافظ عليها المسلمون، لما لها من فضل كبير في الحفظ والوقاية، وتهذيب النفس، وربط القلب بالله عز وجل.
ويدور الحديث دائمًا حول الأوقات الصحيحة لقراءتها، لذا نسلط الضوء على أقوال الفقهاء والمذاهب المختلفة حول تحديد وقتها، وأثرها، وحكم قراءتها بعد خروج وقتها.
وقت أذكار الصباح:
اتفق جمهور العلماء على أن وقت أذكار الصباح يبدأ من طلوع الفجر، وهو الوقت الذي يبدأ فيه اليوم شرعًا، ويمتد إلى ما قبل زوال الشمس، أي قبيل أذان الظهر. أما أفضل وقت لأدائها فهو من بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس.
وقد أورد الإمام البخاري في صحيحه حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، مما يدل على أن طلوع الفجر هو بداية وقت الصباح الشرعي.
وقد أكد فقهاء المذاهب الأربعة على هذا التقسيم، حيث نصوا على أن وقت الصباح يبدأ بطلوع الفجر، ويستمر حتى الزوال:
الحنفية: يبدأ من نصف الليل الأخير، ويمتد حتى الزوال.
المالكية والشافعية والحنابلة: من الفجر حتى الزوال، مع استحباب القراءة بعد الفجر مباشرة.
وقت أذكار المساء:
أما وقت أذكار المساء فقد وقع فيه بعض الخلاف:
يرى جمهور العلماء أنه يبدأ من بعد الزوال (أي من أذان الظهر)، ويمتد إلى منتصف الليل.
وهناك من يضيق الوقت أكثر، فيراه من بعد العصر وحتى غروب الشمس.
ومنهم من يرى أن وقته يمتد حتى ثلث الليل.
وبذلك، فالمعتمد عند أغلب الفقهاء أن وقت المساء يبدأ بعد العصر إلى أن تمضي نصف الليل أو ثلثه، ويُستحب أداؤها في أقرب وقت ممكن بعد العصر.
هل يجوز قراءة الأذكار بعد خروج وقتها؟
اتفق العلماء على أنه لا حرج في قراءة أذكار الصباح بعد شروق الشمس، أو أذكار المساء بعد غروبها، إن فات الوقت المختار، وخاصة إذا كان ذلك بعذر، كالانشغال أو النوم.
ويُستدل على ذلك بما رواه الإمام مسلم عن النبي ﷺ: «مَنْ نَامَ عَن حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ».
وقد علّق الإمام النووي في "الأذكار" على هذه المسألة قائلاً: من فاته ورده من الأذكار لسبب، فليتداركه متى تيسر له، فإن المحافظة على الورد أهم من الالتزام بالوقت.
وقت الصباح يبدأ من الفجر وحتى الزوال، وأفضله بعد الفجر.
وقت المساء يبدأ من العصر إلى منتصف الليل، وأفضله بعد العصر.
لا حرج في قراءة الأذكار خارج هذا الوقت لمن فاته بعذر.