عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المعيقلي: ذكر الله دواء القلوب.. والحوقلة وقاية ونجاة

بوابة الوفد الإلكترونية

 دعا إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين إلى تقوى الله، ومداومة طاعته، والتقرب إليه بما يرضيه، والابتعاد عمّا يغضبه من المعاصي والمنكرات، مؤكدًا أن ذكر الله تعالى من أيسر العبادات وأعظمها نفعًا للمؤمن في دنياه وأخراه.

 وفي خطبته التي ألقاها من رحاب المسجد الحرام، أكد الشيخ المعيقلي أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثًا، بل خلق الموت والحياة ليمتحنهم، كما جاء في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا}، مذكّرًا بأن الإنسان خُلق ضعيفًا، كما قال عز وجل: {الله الذي خلقكم من ضعف، ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير}.

 وأشار إلى أن الإنسان لا يخلو في دنياه من الكرب والشدائد، وهو في أمسّ الحاجة إلى ما يقوّي قلبه ويعينه على البلاء، ومن أعظم هذه الوسائل ذكر الله تعالى، فهو دواء للقلوب، وطمأنينة للنفوس، وأنس للوحدة، وسلوى في الكربات، ورضا للرب سبحانه، وهو عمل يسير لا يسأمه الجليس، ولا يمله الأنيس.
 


"لا حول ولا قوة إلا بالله"

 وأكد الدكتور المعيقلي أن من كنوز الذكر: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فهي كنز من تحت عرش الرحمن، وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وحثّ أصحابه على المداومة عليها، موضحًا أن الإنسان لا حول له عن المعصية إلا بعصمة الله، ولا قوة له على الطاعة إلا بعونه، وأن هذه الكلمة تعني الاعتماد الكامل على الله في كل الأحوال، والبراءة من الحول والقوة الذاتية، والاتكال على حول الله وقوته وقدرته.

 وقال المعيقلي: "من اعتاد قولها، ولزم معناها، لم يتخلى الله عنه، ومن قالها في مرضه ثم مات، كانت له وقاية من النار"، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي: "من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، صدقه ربه، فقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر..." حتى قال: "ومن قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي، ومن قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار".
 


أسباب إجابة الدعاء

 وأضاف أن من فضل هذه الكلمة أنها من أسباب إجابة الدعاء، ومن أسباب نيل الحسنات وتكفير السيئات، فقد ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير..." إلى أن قال: "ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا، استُجيب له، فإن توضأ وصلى، قُبِلت صلاته".

 وشدد على أن هذه الكلمة المباركة من الباقيات الصالحات، كما جاء في مسند الإمام أحمد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه حين سُئل عن الباقيات الصالحات فقال: "لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، مصداقًا لقوله تعالى: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا}.

 وأكد الشيخ المعيقلي أن "لا حول ولا قوة إلا بالله" هي كلمة استعانة ولجوء، يُشرع للمسلم أن يقولها إذا خرج من بيته، كما ثبت في الحديث: "بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. يُقال له: هُديت، وكُفيت، ووقيت، فتتنحى عنه الشياطين، ويقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي".

 وأضاف أن هذه الكلمة تُقال أيضًا عند سماع المؤذن يقول: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يدعو بها المسلم ربه أن يمده بعونه وتوفيقه لأداء الصلاة.

وفي ختام خطبته، نبّه الشيخ المعيقلي إلى خطأ بعض الناس حين يستخدمون هذه الكلمة في غير موضعها، فيجعلونها مجرد تعبير عن الحزن والجزع، أو يختصرونها اختصارًا يُذهب معناها الكامل، ويفوتون بذلك خيرًا عظيمًا وأجرًا جزيلًا.

 ودعا المعيقلي إلى الإكثار من قولها، وتربية النفس والأهل والأبناء على المواظبة عليها، لما فيها من بركة، وتفويض كامل لله، وفوز في الدنيا والآخرة.