زفة وزغاريد في وداع صوفي بقنا.. جنازة تثير الجدل في شمال قنا

في مشهد غير مألوف، ودّعت قرية الكوم الأحمر التابعة لمركز فرشوط شمال محافظة قنا، أحد مشايخ الطرق الصوفية البارزين، في جنازة خرجت عن الطابع التقليدي، وتحولت إلى ما يشبه "زفة روحية"، امتزجت فيها الدفوف بالزغاريد والإنشاد الديني، وسط حضور حاشد من الأهالي والمريدين.

وبدلا من أجواء الحزن، علت أصوات الذكر والمديح، وشارك المشيعون في طقوس استثنائية، عكست المحبة الكبيرة التي كان يحظى بها الشيخ بين أبناء قريته والمناطق المجاورة. وسارت الجنازة وسط طقس مميز من التهليل والتكبير، مصحوبًا بأهازيج صوفية وهتافات تودّع الشيخ بـ"الزفة"، كأنها احتفال بانتقاله إلى جوار ربه.

وقال أحد مريدي الفقيد: "الشيخ كان رجلًا صالحًا، لا تفوته حلقة ذكر، ولا مناسبة دينية، وله أتباع كُثر من قرى فرشوط وخارجها. هذا الوداع هو أقل ما يمكن تقديمه له، فهو كان يُحب الفرح في ذكر الله، ونودعه كما أحب أن يعيـش".

وانتشرت مقاطع مصوّرة من الجنازة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر التفاعل الكبير للمشيعين، وتثير تفاعلًا واسعًا بين مؤيد لهذه الطقوس بوصفها جزءًا من الموروث الصوفي. 

بينما عبر البعض الاخر من رواد السوشيال ميديا عن استيائهم من طريقة خروج الجنازة وان ما تم خروجا عن تقاليد الجنائز المتعارف عليها.

ويُعرف عن قرية الكوم الأحمر، كغيرها من قرى شمال قنا، احتضانها للطرق الصوفية وارتباط أبنائها بالموالد والاحتفالات الدينية، التي تُقيمها التكايا والزوايا المنتشرة في المنطقة منذ عقود.

وهكذا، خطّت الكوم الأحمر صفحة جديدة في دفتر العادات الصعيدية، بجنازة خرجت من الحزن إلى طقس روحي، يختلط فيه الفقد بالاحتفاء، والرحيل بالرضا