حكم عدم القدرة على ثني الركبة أثناء الصلاة؟.. الأزهر للفتوى

تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالًا من أحد المتابعين نصه: "لا أستطيع الجلوس مع ثني الركبة أثناء الصلاة، فكيف أصلي؟". وقد أجاب المركز على هذا التساؤل موضحًا حكم الصلاة في مثل هذه الحالة.
ثني الركبة أثناء الصلاة
أكد مركز الأزهر عبر صفحته الرسمية أن الشريعة الإسلامية راعت ظروف أصحاب الأعذار، وحرصت على التيسير عليهم ورفع الحرج عنهم، استنادًا إلى قول الله تعالى:"لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [التوبة: 91].
وأوضح المركز أن من لا يستطيع أداء بعض أركان الصلاة بسبب مرض أو عذر معتبر شرعًا، فله أن يصلي على حسب استطاعته، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم" [رواه البخاري].
وأضاف: إن المسلم إذا عجز عن القيام في الصلاة، فليصلِّ قاعدًا مع الركوع والسجود، فإن لم يستطع الركوع والسجود صلى قاعدًا بالإيماء، على أن يكون السجود أخفض من الركوع. أما إن عجز عن الجلوس تمامًا، فليصلّ مستلقيًا ويؤمئ برأسه، وإن عجز عن كل ذلك، ولكن عقله حاضر، فليصلّ بقلبه وينوي أداءها، مسترشدًا بما ورد في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، الذي قال:
"كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: صلّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب" [رواه البخاري].
هل تسقط الصلوات المتروكة عمدًا أو نسيانًا بالتوبة؟.. دار الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا آخر نصه: ما حكم قضاء الصلوات المتروكة سواء عمدًا أو نسيانًا؟، وقد ردت عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، مؤكدة أن قضاء الصلوات الفائتة واجب شرعي، سواء فاتت لعذر غير مسقط، أو بغير عذر، ولا يكفي التوبة وحدها لرفع الإثم، بل لا بد من القضاء.
وأوضحت أن الإثم لا يُزال بالتوبة فقط، لأن من شروط التوبة ترك الذنب نهائيًا، والذي لا يقضي ما فاته من الصلوات لا يُعد مقلعًا عن ذنبه بصورة تامة.
طريقة مبسطة لقضاء الصلوات الفائتة
وعن كيفية قضاء ما فات من الصلوات، أوضح أحد أمناء الفتوى في دار الإفتاء، خلال لقاء مسجل، طريقة بسيطة وعملية، تبدأ بالاستغفار أولًا والتوبة النصوح، ثم عزم النية على قضاء الصلوات الفائتة.
وأشار إلى أنه من الأفضل تقديم الصلاة الحاضرة أولًا، ثم بعد ذلك يصلي فرضًا فائتًا، وهكذا يتبع منهجًا يوميًا منتظمًا إلى أن يُتم قضاء جميع الصلوات.
وفي حال لم يكن الشخص يتذكر عدد الصلوات التي فاتته على وجه الدقة، فعليه الاجتهاد والتقدير بما يغلب على ظنه، ويبدأ في القضاء بناءً على هذا التقدير، مع الإكثار من الدعاء أن يتقبل الله منه ويغفر له.
واختتم بقوله إن الصلاة تمثل حبلًا متصلًا بين العبد وربه، وهي لقاء يومي متجدد يشحن فيها المسلم روحه، ويتزود بالتقوى، ويرتقي بها إلى مقامات القرب والمحبة، كما قال تعالى:
"إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" [طه: 14].