رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

علاج الكسل في العبادة.. روشتة شرعية للخشوع أثناء الصلاة

بوابة الوفد الإلكترونية

يشكو الكثير من فتور يصيبهم تجاه أداء العبادات، وتحديدًا الصلاة، ذلك الركن الأعظم في الدين، ما يجعلهم يبحثون عن سبيل للتغلب على الكسل واستعادة حرارة الروح في الوقوف بين يدي الله.

 وقد أرشدنا النبي ﷺ إلى أدعية وأعمال قلبية تُعين على النشاط في الطاعة، وتفتح أبواب الخشوع.

دعاء نافع لعلاج الكسل في العبادة

من أنفع ما يُردّد للتغلب على الكسل ما ورد عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:"كان نبيُّ اللهِ ﷺ يقول: اللهم إني أعوذُ بكَ من العجزِ والكسلِ، والجُبنِ والبخلِ، والهرمِ، وأعوذُ بكَ من عذابِ القبرِ، وأعوذُ بكَ من فتنةِ المحيا والمماتِ."
[رواه البخاري في صحيحه]

هذا الدعاء الشريف يجمع بين الاستعاذة من الصفات التي تُميت القلب وتمنع العمل الصالح، كالكسل والعجز، وبين الاستعاذة من الفتن وعذاب القبر، مما يوجه النفس نحو الانضباط الروحي والسعي إلى الطاعة بإرادة ويقظة.

 

التقوى مفتاح النشاط والتوفيق

من الوسائل الشرعية التي يُوصى بها لتجنب الكسل في العبادة: المداومة على تقوى الله، والحرص على اجتناب المعاصي، لأن الطاعة تجلب طاعة، والمعصية تجرّ إلى فتور.

قال الله تعالى:﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾
[الطلاق: 4]

فالعبد كلما زاد تقواه، يسّر الله له العبادة، وشرح صدره لها، وأبعد عنه وساوس التراخي والكسل.

 

احذر من التسويف.. وابدأ الآن

من الأسباب الرئيسة للكسل في الطاعة: التسويف وتأجيل الأعمال الصالحة، وهو سلاح شيطاني يوقع به الإنسان في الغفلة.

فالواجب على المؤمن أن لا يؤجل التوبة ولا الطاعة، بل يبادر بها في لحظتها، متذكرًا قوله تعالى:﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾
[البقرة: 148]

وكل يوم تؤجله، هو خطوة إضافية بعيدًا عن طريق القرب من الله.

 

روشتة شرعية لتحقيق الخشوع في الصلاة

أولًا: الخشوع في الجسد

الخشوع الظاهري يبدأ من هدوء الأعضاء أثناء الصلاة، وعدم الالتفات أو الحركة المفرطة. ويُستحب النظر في كل ركن إلى موضع معين، كما جاء عن أهل العلم:

  • في القيام: النظر إلى موضع السجود.
  • في الركوع: النظر إلى أطراف القدم اليمنى.
  • في السجود: النظر إلى أرنبة الأنف.
  • في الجلوس بين السجدتين: النظر إلى الإصبع التي تُشير بالتوحيد.

هذا التحديد البصري يساعد المصلي على جمع حواسه في الصلاة.

 

ثانيًا: الخشوع في القلب

الخشوع الحقيقي يبدأ من حضور القلب أمام الله، وهو ما يتحقق بعدة أمور:

  • قطع الأسباب والعلائق: كأن يفرّغ الإنسان قلبه من الانشغال بالدنيا، ويقبل على الله بصفاء.
  • التوكل على الله والرضا بقضائه: فالمطمئن إلى الله أقرب للخشوع.
  • الإكثار من ذكر الله خارج الصلاة: لأن الذكر يُلين القلب، ويجعله مهيئًا للخشوع.

قال الله تعالى:﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾
[العنكبوت: 45]

فمن اعتاد ذكر الله، أقبل على الصلاة بنور الذكر وسكينة القلب.

 

دعاء جامع يُعين على الخشوع

ينبغي للمسلم أن يدعو بما ورد عن النبي ﷺ:"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك."
[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني]

ففي هذا الدعاء استمدادٌ للعون الرباني على تحقيق أفضل حالات العبادة.

 

ملخص النصائح العملية:

  1. الاستعانة بالدعاء النبوي لطرد الكسل.
  2. تقوى الله والبعد عن المعاصي لأنها تُعين على النشاط.
  3. عدم التسويف والمبادرة إلى الطاعات.
  4. تهذيب الجوارح في الصلاة والالتزام بسكون النظر.
  5. حضور القلب والذكر المستمر خارج الصلاة.
  6. التوكل والرضا بما قسمه الله، مما يُحضر القلب في الصلاة.