رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هل يُحاسب الإنسان على أفكاره؟.. الإفتاء تجيب

بوابة الوفد الإلكترونية

أكّد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن خواطر النفس وأحاديثها لا يُحاسب عليها الإنسان، ما لم تتحول إلى قول أو فعل، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:«إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم».

جاء ذلك ردًا على سؤال وُجه إلى دار الإفتاء خلال بث مباشر على صفحتها الرسمية، حول ما إذا كان العبد يُؤاخذ على شتائم أو أفكار سلبية تراوده تجاه الآخرين في داخله دون أن يُظهرها.


وأوضح شلبي أن هذه الخواطر طالما لم تُنطق أو تُنفذ، فلا يُسجَّل على صاحبها ذنب، غير أنه نبّه إلى ضرورة مجاهدة النفس وعدم الانسياق خلف الوساوس، لأنها قد تتكرر حتى تصبح أفعالًا أو أقوالًا.

ونصح من يعاني من هذه الوساوس بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والمداومة على الاستغفار، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يطمئن القلب وتنصرف الوساوس.

متى يُحاسب الإنسان على حديث النفس؟

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن الوساوس وخواطر النفس لا تؤاخذ شرعًا، إلا إذا أقرها الإنسان وعزم على تنفيذها.
وأكد أن النية المجرّدة، التي لم تصل إلى حد القرار أو العزم الجازم، لا تستوجب إثمًا ولا عقابًا، مُشيرًا إلى أن الشريعة تفرّق بين الوساوس العابرة وبين العزم الحقيقي على الفعل.

درجات النية في المعصية

ومن جهتها، فصلت الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، في مراتب النية، موضحة أنها تمر بعدة مراحل تبدأ بهاجس أو خاطر، ثم حديث نفس، ثم همّ، وأخيرًا العزم والقصد.
وشددت على أن الحساب لا يكون إلا على العزم وما يليه، أما المراحل السابقة فلا تُوجب مؤاخذة.

واستشهدت عوف بقول الله تعالى:«قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ»، مشيرة إلى أن الحب الصادق لا يكون بمجرد التمنّي، بل بالفعل والسلوك، وكذلك الأمر في المعصية، فإن المحاسبة لا تكون على مجرد الشعور، بل على الإرادة الفعلية المصحوبة بالنية الجازمة للفعل.