رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل يفسد الوضوء لمن به جروح؟.. الإفتاء توضح

بوابة الوفد الإلكترونية

يتساءل عدد كبير من المسلمين عن أحكام الطهارة والوضوء، خاصة في الحالات التي يواجهون فيها مشقة بدنية مثل الإصابة بالجروح.

 ومن هنا تتجدد الأسئلة حول ما يسمى بـ"إسباغ الوضوء على المكاره" وحكم الوضوء مع وجود جروح، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية عبر منصاتها الرسمية، إلى جانب تأكيد فقهاء الأزهر على ضوابط المسح على الخفين، ومبطلات الوضوء.

 

ما هو إسباغ الوضوء؟

قالت دار الإفتاء المصرية إن إسباغ الوضوء يعني إتمامه وإكماله على الوجه الشرعي الصحيح، بحيث يُغسل كل عضو من أعضاء الوضوء بإعطائه حقه من الماء، سواء كان الماء باردًا أو دافئًا، دون تفريط أو تقصير.

وأضافت أن المقصود بقول النبي ﷺ: «إسباغ الوضوء على المكاره» هو أداء الوضوء رغم المشقة غير الشديدة، كأن يتوضأ المسلم بالماء البارد في أيام الشتاء القارص أو يُكره نفسه على الطهارة رغم التعب أو الإرهاق، طالما لا يترتب على ذلك ضرر حقيقي على البدن.

وشددت الدار على أن استعمال الماء الدافئ في هذه الحالة لا يُعد تقصيرًا، بل هو الأولى إذا كان استعمال الماء شديد البرودة يلحق بالبدن ضررًا أو يمنع من إتمام الوضوء بشكل صحيح.

واستشهدت بحديث النبي ﷺ عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:«إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجل، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم يُكبر الله ويحمده، ثم يقرأ من القرآن ما أذن له فيه وتيسر» [أخرجه أبو داود والنسائي].

 

هل الجرح يبطل الوضوء؟

وردًا على سؤال حول حكم وضوء من به جروح أو دم يسيل من بدنه، أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الإصابة بالجروح لا تُبطل الوضوء، وأن الدم النازل من الجروح لا يُعد نجسًا، ولا يُفسد الوضوء، ما دام لا يخرج من أحد السبيلين (القبل أو الدبر).

وأشار إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقاتلون في الغزوات ويُصابون بجروح، ورغم ذلك كانوا يؤدون الصلاة دون أن يمنعهم نزول الدم من أدائها، ولم يكن النبي ﷺ يأمرهم بإعادة الوضوء أو الصلاة بسبب تلك الجروح.

 

المسح على الخفين والجوارب.. شروطه ومدته

وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن المسح على الخفين أو الأحذية الملبوسة جائزٌ شرعًا، بشرط أن يكون لبس الخف بعد وضوء كامل، غُسلت فيه القدمان.

وأضافت أن من الشروط الأساسية أن يكون الخف ساترًا للقدم ومن مادة تمنع تسرب الماء أثناء المسح، وأن يكون مناسبًا للمشي المعتاد دون أن يتلف.

وبيّنت أن المدة الزمنية المسموح فيها بالمسح تختلف بين المقيم والمسافر؛ فالمقيم يجوز له المسح يومًا وليلة، أما المسافر فثلاثة أيام بلياليها.

 

مبطلات الوضوء بحسب الفقه الإسلامي

تطرقت عضو مركز الأزهر إلى مبطلات الوضوء، وأوضحت أن كل ما يخرج من السبيلين (البول، الغائط، الريح) يُبطل الوضوء، كما يُعد زوال العقل – سواء بالإغماء أو النوم العميق أو السكر – من مبطلات الوضوء، لأن الإنسان في هذه الحالات لا يكون قادرًا على التحكم في بدنه.

كما أشارت إلى أن المرأة الحائض أو النفساء لا يُطلب منها الوضوء أو الصلاة طوال مدة الحيض أو النفاس، ولا يكون هناك أثر شرعي للوضوء إلا بعد الطهارة الكاملة.

 

الوضوء.. مفتاح الصلاة وجسر العبور للطهارة

واختتمت الفتوى بالتأكيد على أن "فقه الطهارة" هو باب أساسي في الإسلام، وأن الوضوء الصحيح هو الأساس الذي تُبنى عليه صحة الصلاة، مشددة على أهمية تعلم أحكامه والحرص على أدائه بإتقان، سواء في الأوقات العادية أو أثناء المشقة، حتى يكون المسلم على طهارة كاملة يُرضي بها ربه ويؤدي عباداته على الوجه الأكمل.