دعاء قيام الليل كما ورد عن النبي ﷺ.. نفحات ربانية لا تُفوّت

قيام الليل من أعظم القربات التي يُتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، فهو عبادة خفية بين العبد وربه، فيها صفاء القلب، وصدق اللجوء، وتضرع النفس في لحظات السكون، وقد وردت عن النبي محمد ﷺ أدعية خاصة كان يرددها في جوف الليل، تحمل في كلماتها معاني الرجاء والخشوع واليقين برحمة الله ومغفرته.

وقد أجمع العلماء على أن قيام الليل من السنن العظيمة التي لها أثر عميق في حياة المؤمن، وفيما يلي نعرض الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبرز فضائل هذه العبادة الجليلة.

 دعاء قيام الليل من السنة النبوية

من الأدعية الجامعة التي نقلت عن رسول الله ﷺ، والتي كان يرددها في قيامه بين يدي ربه في الليل:"اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل، ونسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم".

دعاء جامع مأثور عن النبي ﷺ في قيام الليل

ورد في السنة كذلك هذا الدعاء المؤثر الذي كان النبي يردده:

"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ".

"اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا".

دعاء قيام الليل المستجاب

ومن الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ في جوف الليل:

"اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء".
"اللهم لا تَدَع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".

"اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها".

 7 فضائل عظيمة لقيام الليل

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى سبع فوائد كبرى لمن يداوم على قيام الليل، وهي:

قرب من الله سبحانه وتعالى: قال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16].

علامة للعلماء وأصحاب العقل: كما في قوله تعالى: {أمّن هو قانت آناء الليل... إنما يتذكر أولوا الألباب} [الزمر: 9].

مانع من الوقوع في الفواحش: لقول الله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45].

تكفير السيئات: وقد قال ﷺ: "ومطردة للداء عن الجسد" رواه أحمد.

سبب لنيل كل خير: ففي الليل ساعة إجابة، كما قال النبي ﷺ: "إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه" رواه مسلم.

نشاط في النفس وصفاء في الروح: لما رواه البخاري ومسلم أن النبي ﷺ قال: "فإن صلى، انحلت عُقَدُه، فأصبح طيب النفس نشيطًا".

راحة للقلب وطرد للكسل والهم.

كم ركعة يُصلى قيام الليل؟

يبدأ وقت صلاة قيام الليل بعد صلاة العشاء ويستمر حتى أذان الفجر، وأفضل أوقاتها هو الثلث الأخير من الليل، لأنه وقت تنزُّل الرحمة، كما ورد في الحديث الشريف.

ويُصلّى قيام الليل مثنى مثنى، وأفضل عدد هو إحدى عشرة ركعة، كما ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" [رواه البخاري ومسلم].

 كيفية صلاة قيام الليل

يصلي المسلم ركعتين ركعتين، ثم يختمها بركعة وتر، ويُستحب أن يُطيل القراءة والدعاء، ويخشع في صلاته، ويُكثر من الدعاء بما يحب ويرجو من الخير في الدنيا والآخرة.

قيام الليل مفتاح الفرج

قيام الليل ليس فقط عبادة، بل هو سرٌّ عظيم بين العبد وربه، لحظات صفاء يختلي فيها المؤمن بربه في ساعة الغفلة، يناجيه ويسأله ويستغفره.. فطوبى لمن اعتاد على قيام الليل، وداوم عليه، وجعل منه زادًا روحيًا لا ينقطع.