ورد النيل يهدد الزراعة بشمال الشرقية.. ونقيب الفلاحين يطالب بحلول عاجلة

«ورد النيل أصبح عدونا الأول، ويستهلك المياه التي نحتاجها للزراعة» بهذه الكلمات عبّر إبراهيم إسماعيل سعد سلامة، نقيب فلاحين الشرقية، عن خطورة تفشي نبات ورد النيل في المجاري المائية بمحافظة الشرقية، وخاصة في مناطق شمال المحافظة، حيث باتت الترع والبحور ممتلئة بكثافة من هذه النبتة التي وصفها بـ «الكارثة المتجددة».
وأكد نقيب الفلاحين أن انتشار ورد النيل بشكل غير مسبوق في بحر حدوث، وبحر المشرع، وترعة دفان بمركز ومدينة الحسينية ومحيطها يمثل خطرًا حقيقيًا على الرقعة الزراعية، وعلى موارد المياه التي تُعد شريان الحياة للفلاحين.
وأوضح نقيب فلاحين الشرقية، أن نبتة ورد النيل رغم مظهرها الأخضر الجذاب، تمثل عدوًا صامتًا للفلاحين، حيث إنها تمتص كميات ضخمة من مياه الري، وتساهم في تبخرها بنسبة عالية، الأمر الذي يؤدي إلى نقص حاد في مياه الترع، خاصة في فصل الصيف الذي تتزايد فيه الاحتياجات المائية للزراعات المختلفة.
وأضاف: أن هذا النبات يشكل حاجزًا مائيًا طبيعيًا عندما يتكاثر بكثافة، ما يعيق حركة تدفق المياه، ويؤثر بشكل مباشر على كفاءة الري، فضلًا عن تسببه في سد المجاري المائية، مما يؤدي إلى غرق بعض الأراضي الزراعية، أو انقطاع المياه عن أخرى.
وأشار نقيب الفلاحين، إلى أن الحكومة تبذل جهودًا ملموسة في تطهير الترع والبحور، من خلال استخدام الكراكات والمعدات الثقيلة، إلا أن ورد النيل يعود مجددًا خلال فترة قصيرة، ما يجعل جهود التطهير مؤقتة ومكلفة، مضيفًا:"أحيانًا بتسد الترع زي ما بتسد الطرق، واللي بيشوف بحر حدوث أو دفان دلوقتي، يعرف إن المشكلة بقت مزمنة".
وناشد نقيب الفلاحين، معهد بحوث وقاية النباتات ووزارة الزراعة بضرورة تكثيف الأبحاث العلمية لإنتاج مبيد حيوي أو آمن يقضي على هذا النبات دون الإضرار بالبيئة أو الأسماك أو المزارعين، قائلًا: «زمان كنا بنشوف طيارات رش بتكافحه، دلوقتي نحتاج تدخل علمي فعال، عشان الرقعة الزراعية كبرت، وكل نقطة مياه بقت على قدها».
وطالب نقيب فلاحين الشرقية الحكومة بسرعة التحرك لمعالجة الأزمة بشكل جذري، مشددًا على أن التوسع الزراعي في شمال الشرقية وخاصة بمناطق الاستصلاح الزراعي في الحسينية وصان الحجر والصالحية الجديدة، يتطلب الحفاظ على كل نقطة مياه.
وأكد أن تقارير النقابة الميدانية والواردة إلى النقابة ترصد استياءً واسعًا بين الفلاحين من تجاهل المشكلة في بعض المناطق، داعيًا إلى تنسيق أكبر بين وزارات الري والزراعة والبيئة، لتبني حلول مستدامة تحفظ موارد المياه وتدعم جهود الدولة في التوسع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي.
وشدد نقيب فلاحين الشرقية، على أن الحفاظ على المياه هو مسؤولية مشتركة بين المواطن والدولة، وأن الدعم الحقيقي للفلاح يبدأ من إنقاذ الترع والبحور من هذه النباتات المتطفلة.





