ضربة البداية
أندم كثيرًا عندما أجلس لمدة ساعتين أتابع إحدى مباريات الدورى المصرى وأشعر أننى أضعت وقتًا بلا أى فائدة بسبب العك الكروى القاسم المشترك بين جميع فرق الدورى الممتاز بداية من الأهلى والزمالك، مرورًا ببيراميدز ثم فرق الشركات التى غيرت شكل ومفهوم الدورى وانتهاء بالأندية الجماهيرية التى أصبحت كمريض فى غرفة إنعاش بلا اوكسجين وبعضها ميت إكلينيكيًا بالفعل وفى انتظار المجهول والمصير المحتوم بالهبوط لدورى المظاليم الذى يطلقون عليه بدون أى مناسبة دورى المحترفين الذى سقطت فيه الكثير من الأندية الجماهيرية ويبدو انها لن ترى النور مرة أخرى مثل الترسانة والأوليمبى والمنصورة والمنيا وطنطا والسويس ويمكن أن يلحق بهم الاسماعيلى قريبًا..
الكرة المصرية تعانى أزمة مركبة إداريًا وفنيًا.. الناحية الإدارية تبدأ من اتحاد الكرة بكل لجانه خاصة المسابقات والعقوبات والحكام عليها جميعا ملاحظات عديدة تؤكد أن الكرة المصرية تدار بطريقة تحتاج لتصحيح المسار.. وكذلك إدارات الأندية التى تغرق فى شبر ميه مع أى أزمة مادية تصل أحيانًا إلى حد عدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم بانتظام كما يحدث فى ناد كبير مثل الزمالك الذى يهدد اكثر من لاعب محترف فيه بالرحيل وتقديم شكاوى للفيفا يمكن أن تؤثر تأثيرًا مباشرًا على مستقبل النادى وعملية قيد اللاعبين وبالتالى مسيرته وقدرته على مواصلة المنافسة..
أما الجوانب الفنية فهى تتعلق أولًا بالمدربين الذين يتنقلون بين أكثر من ناد فى نفس الموسم ومعظمهم بلا مؤهلات تدريبية ويعملون بالفهلوة وبدعم اللجان الإعلامية التى يلجأون اليها للضغط والاستمرار أو الانتقال لمكان آخر فى اسرع وقت باعتبار التدريب سبوبة لأكل العيش..
ومن هنا نتابع مباريات عقيمة جدًا يديرها فنيًا مدربون بلا خبرة ولا فكر ولا أى دراسة.. حتى الأجانب الذين تستقدمهم إدارات بعض الأندية لم نسمع عنهم ويعتبرون تواجدهم فى مصر تجربة وفرصة ذهبية ويرحلون بسرعة البرق بعد الفشل المتوقع.. ولن أتطرق لنقطة السمسرة والعمولة التى يشير البعض إلى أنها السبب فى استقدام بعض المدربين محدودى الكفاءة لأن هذه الاتهامات طالما بلا أدلة كافية تبقى فى مربع الشائعات..
وثانيًا اللاعبون الذين تسببت الأرقام الفلكية التى يحصلون عليها فى افساد متعة اللعبة الشعبية الأولى فى مصر.. والمؤسف أن الفرق المدججة بهؤلاء النجوم مثل الأهلى يقدمون أداء باهتًا لا علاقة له بالمتعة المتوقعة من نجوم بالملايين.. لاعبون تائهون وخطوط مهلهلة ومرمى مفتوح
والمحصلة الفنية صفر.. وأكبر دليل الفشل فى هز شباك المصرى فى المباراة الأخيرة بعد أداء عشوائى من جميع اللاعبين.. ولا يختلف الحال كثيرًا فى الزمالك الذى دعم صفوفه بمجموعة من الأجانب استبشرنا فيهم خيرًا ثم تحولوا إلى مجموعة موظفين منتدبين بلا شغف.. ورغم الروح التى ظهرت نسبيا بعد تولى أحمد عبدالرؤوف القيادة الفنية خلفًا لفيريرا امام طلائع الجيش والفوز بثلاثية إلا أن جملة الأخطاء الساذجة التى حدثت تحتاج لجهد كبير لكى يتحسن الأداء..
ذهبت الملايين بعقول هؤلاء النجوم وافقدتهم التوازن النفسى وأصبحت طموحاتهم مزيد من المال بعيدا عن الأداء والمتعة التى هى مسئوليتهم وينتظرها منهم الجمهور الذى تحترق أعصابه بسبب مجموعة نجوم من ورق!!
[email protected]