رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

داء السرقة أم هوية ضائعة؟.. جمال فرويز يكشف الدوافع النفسية لسلوك مها الصغير|خاص

د. جمال فرويز ومها
د. جمال فرويز ومها الصغير

 أثارت الإعلامية مها الصغير جدلاً واسعًا خلال الفترة الأخيرة، بعد اتهامها بنسب لوحات فنية عالمية إلى نفسها، وتقديمها على أنها من أعمالها، الأمر الذي أثار موجة انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط الفنية والثقافية، وحلل الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وعلاج الأطفال والبالغين، خلال تصريح خاص لـ"بوابة الوفد الإلكترونية" هذا السلوك من منظور نفسي، وتوضيح الدوافع الخفية خلفه، وأثر الانفصال عن الزوج، وطرق الخروج من هذه الأزمة.

 

د.جمال فرويز ومها الصغير
د.جمال فرويز ومها الصغير

هل سرقة مها الصغير لأعمال فنية مرض نفسي أم غريزة؟

 لا يمكن وصف السلوك بالمرض النفسي في حد ذاته، لكنه يرتبط بعدة عوامل نفسية عميقة، فعلينا أولًا فهم سيكولوجية مها الصغير، فهي ابنة شخصية معروفة "محمد الصغير"، وكانت زوجة للفنان المشهور أحمد السقا، وفي وسط هذا المحيط، من الطبيعي أن تشعر بنوع من الدونية أو التلاشي عندما تفقد كل هذا.

 هذه الشخصية تميل إلى الظهور والاستعراض، لكنها لم تجد لنفسها مسارًا مستقلًا للشهرة أو التميز، فبدأت تبحث عن مخرج، وفي مثل هذه الحالات، يحدث ما نُسميه نفسيًا بـ"العملية التعويضية"، وهي محاولة لملء فراغ داخلي من خلال ادعاء إنجازات زائفة.

 مها اختارت أن تنسب لنفسها لوحات فنية ليست من صنعها، بهدف إثبات ذاتها ولفت الانتباه، لا بدافع السرقة التقليدية، بل بدافع نفسي عميق قائم على الشعور بالنقص والرغبة في إثبات الذات.

مها الصغير وأحمد السقا
مها الصغير وأحمد السقا

هل يمكن أن يكون انفصالها عن زوجها أحد العوامل التي دفعتها لهذا السلوك؟


 الانفصال عن الزوج يمكن أن يكون أحد المحركات النفسية المباشرة، ولكن من الواضح أن سلوكها في هذا الموقف سبق الانفصال، حيث تبدأ الشخصية في البحث عن مصدر دعم معنوي أو عاطفي آخر، وفي حالة مها، كان هذا الدعم من خلال اختلاق قصة نجاح أو موهبة فنية تلفت الأنظار إليها.
وجدت مها من يصدق القصة ويدعمها في ترويجها، مثل من عرض اللوحات على الشاشة على أنها من أعمالها المميزة، هذا التأييد الخارجي منحها ثقة كاذبة، وكرّس لديها الإحساس بأنها قادرة على صناعة هالة مزيفة من النجاح، دون أن تواجه اعتراضًا مباشرًا في البداية.

 

كيف تفسر استمرارها في هذا الادعاء رغم وضوح الحقيقة لاحقًا؟


 حين يجد الشخص من يصفق له على الوهم، يزداد اقتناعًا بأنه يسير في الطريق الصحيح، حتى وإن كان ذلك غير حقيقي، مها الصغير لم تُراجع نفسها في البداية، لأنها شعرت لأول مرة أنها تحظى بقدر من التقدير والشهرة المستقلة، وهذا التصرف نابع من ثقة مزيفة بالنفس، لا تُبنى على الإنجاز الحقيقي بل على التصديق المجتمعي السطحي.

 

ما هو التفسير النفسي وراء إقدام شخص على نسب أعمال غيره لنفسه علنًا؟


 هذا ما نسميه تعويض العاطفة الناقصة أو الحب المستمر في الظهور سواء أكان منذ الطفولة أو ما بعد ذلك، فهذه الشخصيات قد تلجأ لمثل هذه التصرفات حتى تأخذ دور البطولة الدائمة، فهي لا تفعل ذلك بدافع الغش كما هو شائع، بل بدافع محاولة إقناع نفسها قبل الآخرين بأنها محط أنظار للجميع.

 

بعد انكشاف الأمر، كيف تتعامل مها الصغير أمام الهجوم الكبير عليها ومع كل هذا الضغط؟

 الله يكون في عونها، فما تتعرض له الآن من هجوم شرس وضغط نفسي شديد، يمكن أن يترك آثاراً عميقة على أي شخصية مهما كانت متماسكة، فالطريقة الأفضل للتعامل الآن هي أن تُبادر بالاعتذار العلني بشفافية وشجاعة، وتشرح أسباب ما فعلته، ويمكنها أن تقول: "أنا كنت محتاجة أعمل كده عشان أرفع ثقتي بنفسي، وأعوض نقص عاطفي كنت عايشاه، أنا غلطت، لكن كنت ببحث عن قيمة لنفسي".

هذا النوع من الاعتراف العاطفي الصادق يفتح الباب للتعاطف، وليس للشماتة، خاصة إذا جاء من شخص يبدو عليه التأثر والندم.

 

ما هو العلاج المناسب لمثل حالتها؟ وكيف يمكنها تجاوز الأزمة؟

 يعتمد العلاج على الدعم النفسي من المحيطين بها أولًا، سواء أصدقاء أو أسرة، مها تحتاج إلى أن تشعر بأنها ما زالت مقبولة إنسانيًا رغم خطئها، وهذا هو الأساس الذي يجعلها تتجاوز الأزمة.

إضافة إلى ذلك، يجب أن تتلقى جلسات علاج نفسي سلوكي معرفي، لإعادة بناء صورة الذات الحقيقية، ومعالجة الجذور النفسية التي دفعتها لهذا التصرف، ويمكن أن تبدأ في التعبير عن نفسها بطرق حقيقية وموهوبة فعلًا، لتبني صورتها الجديدة على أساس صادق، وليس على ادعاء.

 

ما رسالتك للجمهور في ظل هذه الأزمة؟


 على الجمهور أن يكون أكثر وعيًا في الحكم على الناس، نعم، مها أخطأت، ولكن لا يمكن أن نحكم على شخصيته بالكامل بسبب ذلك، وأن نمنح الآخرين فرصة للاعتراف والتصحيح. 
 الهجوم المستمر لا يساعد، بل يدفع الشخص للانهيار، الرحمة والتفهم أحيانًا أقوى من العقاب الجماعي.

مها الصغير ووالدها
مها الصغير ووالدها
مها الصغير واللوحة المسروقة
مها الصغير واللوحة المسروقة