رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

لهيب مفاجئ وكفاءة حاضرة.. العاشر من رمضان تتجاوز اختبار النار دون خسائر

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تكن عقارب الساعة قد تجاوزت السابعة مساءً حين اخترقت سحابة سوداء سماء المنطقة الصناعية غرب العاشر من رمضان، تزامنًا مع صوت  خافت لكنه كافٍ لإثارة القلق، دقائق مرت كأنها ساعات، ليبدأ مشهد غير عادي من التحرك السريع والتنظيم المحكم، محطة محولات S1، القلب الكهربائي النابض لمنطقة كاملة، كانت تواجه اختبارًا مفاجئًا وهو حريق في خزان زيت خاص بتبريد أحد المحولات.

لكن ما بدا لحظة فوضى، سرعان ما تحول إلى لوحة منضبطة الأداء، 9 سيارات إطفاء و3 سيارات إسعاف كانت في الموقع خلال دقائق، تتقدمها أصوات الإنذارات وضوء أزرق يفتك بغمامة الحريق.

لم تكن هذه مجرد عملية إطفاء روتينية، بل نموذج للاستجابة الفعالة وقت الأزمات، المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، لم يراقب المشهد من مكتبه، بل كان هناك، وسط الدخان، يقف على الأرض، يصدر التوجيهات ويتابع التفاصيل من قلب الحدث.

"الأهم دلوقتي سلامة الناس"، قالها رئيس الجهاز وهو يطلب من الفنيين تأمين المحطة كاملة وفصل التيار عن خطوط التغذية الرئيسية كإجراء وقائي.

في الخلفية، وقف رجال الأمن، وعمال الكهرباء، ومسؤولو الإدارات الفنية، لا أحد ينتظر تعليمات، الكل يعرف دوره، لا صراخ، لا ارتباك، فقط تحرك محسوب وكأنهم يتدربون على هذا المشهد منذ شهور.

بينما كانت سيارات الإطفاء تضخ الرغوة الكثيفة، كانت أجهزة الرصد الحراري تتابع حرارة المحول، وسط صمت إلا من هدير المضخات.

دقائق قليلة كانت كافية لإخماد النيران، لم تقع أي إصابات، ولم تُسجَّل خسائر في الأرواح، فقط خزان تالف وصدمة قصيرة سيتجاوزها الجميع خلال ساعات.

يقول أحد رجال الحماية المدنية: "التعامل مع حرائق الزيت أصعب من غيرها، لكنها مش أول مرة، وإحنا مستعدين دايمًا".

وفي حين كان بعض السكان في المناطق المجاورة يتساءلون عن سبب انقطاع الكهرباء، كانت فرق الطوارئ بالمحطة تبدأ في مرحلة التبريد، تمهيدًا لإعادة تشغيل الشبكة تدريجيًا.

رئيس الجهاز، الذي بدا مطمئنًا بعد انتهاء الأزمة، أكّد أن: "اللي حصل اختبار حقيقي لمدى جاهزية المدينة، والنتيجة كانت مشرفة".

وعندما سُئل عن سبب الحريق، اكتفى بالقول: "فريق فني بيحقق، والمهم دلوقتي إن كل حاجة رجعت بأمان".

هذا الحريق لم يكن مجرد حادث عابر، بل قصة نجاح لفريق يعرف ماذا يفعل عندما يعلو الدخان، مشهد بطولي لم يُصنع أمام الكاميرات، بل وسط لهب وعرق، في قلب مدينة لا تنام.