دراسة تكتشف أعراضًا مبكرة جديدة لمرض باركنسون
في خطوة ستغيّر قواعد تشخيص مرض باركنسون، توصّل فريق من العلماء في الأكاديمية الصينية للعلوم إلى مؤشرات حركية دقيقة وغير متوقعة قد تمهد الطريق لاكتشاف المرض في مراحله الأولى.
وكشفت الدراسة، التي أُجريت على نماذج من الفئران، أن سلوكيات بسيطة مثل الوقوف والانحناء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفقدان نوع محدد من الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ المتوسط، وتحديدًا في المنطقة المعروفة باسم "المادة السوداء" (SNc).
من الأعراض الكلاسيكية إلى العلامات الخفية
لطالما ارتبط باركنسون بأعراض متأخرة نسبيًا مثل الرعشة، وتصلّب العضلات، وصعوبة الحركة، لكن الأبحاث الجديدة تسلّط الضوء على أهمية تتبّع الحركات اليومية العفوية كوسيلة لرصد التحولات العصبية قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة. السلوكيات التي بدت غير ملحوظة في السابق – مثل الانحناء أو الوقوف المتكرر – قد تكون إشارات تحذيرية باكرة لتراجع أداء الجهاز العصبي.
الذكاء الاصطناعي يرصد ما لا تراه العين
اعتمد الباحثون في دراستهم على نظام متقدم لتحليل السلوك مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مكّنهم من مراقبة أدق الحركات التي تقوم بها الفئران الخاضعة للتجربة.
وأظهرت هذه التقنية بوضوح أن نماذج الفئران التي تعاني من فقدان الخلايا العصبية في SNc، كانت أقل ميلاً للوقوف أو الانحناء مقارنة بالمجموعة السليمة، وما لفت انتباه الباحثون أن فقدان الخلايا في منطقة أخرى قريبة، تُعرف بالمنطقة البطنية (VTA)، لم يكن له نفس التأثير السلوكي، ما يعزز أهمية استهداف منطقة SNc بالتحديد في تشخيص المرض.
ومن بين السلوكيات اللافتة التي سجلتها الدراسة أيضًا، ما يُعرف بسلوك "التسلق" – وهو عندما تقف الفئران على قدميها الخلفيتين.
ووُجد الباحثون أن هذا النمط من الحركة يرتبط أيضًا بتدهور الخلايا العصبية في نفس المنطقة الدماغية.
ويرى الباحثون في هذه السلوكيات الحركية اليومية دلائل قيمة يمكن أن تعزّز الكشف المبكر عن المرض.
وأكد البروفيسور شيومي ليو، أحد مؤلفي الدراسة، أن "الربط بين التغيرات السلوكية والضرر العصبي المحدد يمثّل خطوة حاسمة نحو فهم أفضل لتطور مرض باركنسون، ويمنح الباحثين أدوات جديدة لتحسين استراتيجيات العلاج".
ويأمل الفريق أن تُمهد هذه النتائج الطريق لتطوير أدوات مراقبة ذكية قادرة على التقاط هذه العلامات المبكرة لدى البشر، بما يتيح التدخل العلاجي قبل فوات الأوان.