علي جمعة: نزول المسيح عيسى ثابت بالأحاديث وواقع لا شك فيه

أكد فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن نزول سيدنا عيسى، عليه السلام، في آخر الزمان هو من العقائد الثابتة في الإسلام، وقد ورد بشأنها أحاديث نبوية متواترة، أي نقلها جمع غفير من الصحابة عن النبي “ﷺ”، بما لا يدع مجالًا للشك أو الإنكار.
نزول عيسى عليه السلام:
أوضح فضيلته أن من أشهر هذه الأحاديث، ما رواه الصحابي الجليل النواس بن سمعان، رضي الله عنه، والذي جاء فيه الحديث عن المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام، إذ قال النبي ﷺ:«فبينما هو كذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم عليه السلام، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، فإذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدّ فيقتله...»، [رواه مسلم].
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن هذه الرواية النبوية تفصّل مشهد نزول عيسى عليه السلام، وقتله للدجال، ثم استكمال دوره في تطهير الأرض من الفساد، وقيادته للمؤمنين حتى يخرج يأجوج ومأجوج، وما يتبع ذلك من وقائع عظيمة وابتلاءات تنتهي بريح طيبة تقبض أرواح المؤمنين، وتقوم بعدها الساعة على شرار الخلق.
واستشهد فضيلته كذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي يؤكد أن عيسى بن مريم سينزل «حكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد»، مشددًا على أن هذا الحدث سيغيّر من موازين الأرض، وسيقود البشرية نحو حقبة من العدل والبركة، حتى يفيض المال وتكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها [رواه البخاري].
وأضاف جمعة، أن نزول عيسى عليه السلام لن يكون نبيًا جديدًا، بل متبعًا لرسالة محمد ﷺ، ومناصرًا لأهل الحق من هذه الأمة، مستشهدًا بحديث جابر بن عبدالله، رضي الله عنه، حين ينزل المسيح فيقول له أمير المؤمنين: «تعال صلِّ لنا»، فيرد عليه قائلاً: «لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله لهذه الأمة» [رواه مسلم].
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتنبيه إلى أن الإيمان بنزول عيسى عليه السلام من أصول العقيدة الإسلامية، التي يجب على المسلم التصديق بها، لا سيما أنها جاءت في أحاديث متفق عليها في الصحيحين، وذكرتها كتب العقيدة الكبرى عبر العصور.