ليسوا نجومًا..
فريق كتب قصة لا تُنسى في كأس العالم للأندية

ظهر فريق في كأس العالم للأندية 2025 ليقلب كل هذه القواعد، ويُثبت أن الشغف والانضباط يمكن أن يكتبا المجد حتى دون نجومية مسبقة، لم يكن يمتلك نجوماً على أغلفة المجلات أو أرقاماً فلكية في بورصة الانتقالات، لكنه امتلك ما هو أثمن: روح جماعية لا تلين، وأداء يعبّر عن فريق يلعب من أجل الشعار فقط.
هذا الفريق هو ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، الذي ورغم وداعه للبطولة من مرحلة المجموعات، قدّم واحدة من أروع النسخ في تاريخه، وترك بصمة لا تُنسىلم يكن ضمن الترشيحات، ولم تُسلّط عليه الأضواء كما هو الحال مع فرق من أوروبا وأمريكا الجنوبية، لكنه واجه خصومًا كبارًا بثقة وشجاعة، ونافس حتى اللحظة الأخيرة.
في المجموعة التي ضمت فلومينينسي وأولسان هيونداي الكوري الجنوبي وبوروسيا دورتموند ، بدأ صن داونز مشواره بخسارة أمام أولسان بهدف نظيف، قدّم خلاله صانع الألعاب إبراهيم باه أداءً استثنائيًا، حيث صنع هدفًا بتمريرة ساحرة وكان نجم اللقاء بلا منازع، وفي المباراة الثانية، قدّم الفريق أداءً متماسكًا أمام دورتموند رغم الخسارة بهدف أربع اهداف مقابل ثلاثة، ثم اختتم مشواره في البطولة بالتعادل السلبي أمام فلومينينسي .
وبرغم خروجه بفارق نقطة واحدة، نال صن داونز احترام الجماهير والنقاد، خصوصًا بعدما صرّح مدربه رولاني موكوينا قائلاً: "لقد خسرنا بطاقة العبور، لكننا كسبنا احترام العالم، ولعبنا بأسلوبنا حتى اللحظة الأخيرة".
تحوّلوا اللاعبون المغمورون إلى أبطال في عيون جماهير القارة السمراء، وكان الفريق نموذجًا للعب النظيف والروح القتالية والتنظيم الرائع. خطوط متقاربة، لياقة عالية، وإصرار لا يلين رغم محدودية الإمكانيات مقارنة ببقية المنافسين.
وربما لم يتأهل صن داونز، لكنه غادر البطولة مرفوع الرأس، بعد أن قدّم دروسًا في الكفاح، وكان تواجده رسالة واضحة بأن الفرق القادمة من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية قادرة على إشعال البطولة، وصناعة القصص الملهمة.