رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة: ثورة 30 يونيو كانت ملحمة شعبية خالصة

أكد الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن ذكرى ثورة 30 يونيو ستظل رمزًا خالدًا لإرادة شعبية واعية تحركت بدافع وطني خالص لإنقاذ الدولة المصرية من السقوط في قبضة جماعة ظلامية لا تؤمن بالدولة ولا بالمواطنة، مؤكدًا أن هذا اليوم أعاد الوطن لأبنائه بقيادة جيشه الوطني الباسل، الذي كان ولا يزال درع مصر وسيفها.
وأوضح الشرقاوي، في تصريح خاص للوفد، أن مشهد 30 يونيو جسّد ملحمة من الحب والخوف على الوطن، حيث نزل المصريون بكافة أطيافهم وفئاتهم للشارع، في مشهد غير مسبوق، لحماية دولتهم من مصير مجهول، وقد تكرس هذا الدعم الشعبي في 3 يوليو، ثم في 26 يوليو، حين منحت الجماهير تفويضًا شعبيًا للقائد عبدالفتاح السيسي، الذي وضع روحه على كفه وقاد مرحلة إنقاذ الوطن.
وأضاف أن من عايشوا انهيار الدولة في 2011 وتحمّلوا عبء تأمين الشوارع بأيديهم، يدركون جيدًا الثمن الباهظ للفوضى، ولذلك فهم أكثر صبرًا على تحديات الحياة اليومية، لكن في المقابل، هناك جيل جديد لم يعِ هذه الأحداث، نشأ في ظروف اقتصادية واجتماعية ومعيشية شديدة الصعوبة، يعاني من تضارب الأنظمة التعليمية، وتحديات البطالة، وغياب العدالة في سوق العمل، وتفاقم مظاهر الواسطة والمحسوبية.
وشدد رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة على أهمية الانتباه لهذا الجيل، الذي يفتقر إلى مرجعيات وطنية ثابتة، ويتشكل وعيه في ظل مشهد سياسي باهت، وواقع اقتصادي مرهق، مما يستدعي العمل على بناء وعيه، وربطه من جديد بقيم الوطن والانتماء والعمل.
وقال الشرقاوي إن ما تحقق من إنجازات بعد 30 يونيو يستوجب مواصلة الطريق بثورة إصلاح داخلي شاملة، تبدأ من الإدارة المحلية، وتمر بإصلاح منظومة الاستثمار وتحريرها من الشللية والبيروقراطية، وتنتهي بإعادة هيكلة القطاعات الحيوية كالصناعة والزراعة والإعلام والتعليم.
وأكد أن ثمة حاجة ملحة اليوم لتقويم مسار منظومة التطوير العقاري، التي أثرت سلبًا على الاقتصاد والمجتمع، داعيًا لتشريعات جديدة تحمي المواطن وتحفظ حقوق الدولة وتمنع الاستغلال.
كما أشار إلى أهمية استعادة روح ثورة 30 يونيو من خلال إعادة تقييم العلاقة بين المواطن والمؤسسات، خاصة الشرطة والقضاء، وقياس حالة الرضا العام بشفافية عبر تقارير حقيقية توضع على مائدة متخذي القرار.
وتختتم الشرقاوي تصريحه بالتأكيد على أن مصر لا تخشى التحديات الخارجية، بقدر ما تحتاج إلى ثورة إدارية داخلية تقودها إرادة سياسية قوية تستكمل ما بدأ في 30 يونيو، وتعيد صياغة عقد اجتماعي جديد يضمن العدالة والتنمية والكرامة لكل المصريين.