رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حقيقة مشروب الماتشا الشهير.. الشهرة شوهت المشروب الياباني العريق

مشروب الماتشا التقليدي
مشروب الماتشا التقليدي

 يجتاح مشروب الماتشا الشهير، شوارع لندن، وتحديدًا وسط المدينة، فلا يكاد يخلو رصيف من شخص يحمل كوبًا شفافًا يحتوي على مشروب أخضر فاقع.

 وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، أصبح لاتيه الماتشا المثلج، رمزًا عصريًا على منصات مثل تيك توك وإنستجرام، حتى بات من الصعب تجاهله. 

 وبفضل انتشاره الهائل، لا عجب أن تشهد المملكة المتحدة ارتفاعًا بنسبة 200% في الطلب على هذا الشاي الأخضر، مدفوعًا بموجة العافية والبحث عن بدائل للكافيين التقليدي.

السهولة تطيح بالجودة:

 يرجع السبب في غزو الماتشا كبرى مدن العالم هو سهولة تحضيرها مقارنة بالقهوة. فالمسحوق يُخلط ببساطة مع الماء الساخن، دون الحاجة لأجهزة باهظة أو تدريب متخصص. 

مشروب الماتشا الأصلى ترجع أصوله إلى دولة اليابان
مشروب الماتشا الأصلى ترجع أصوله إلى دولة اليابان

 وتأتي سهولة تحضير الماتشا على حساب الجودة؛ إذ يُستخدم في الغالب مسحوق شاي أخضر منخفض الجودة، يفتقر إلى المعايير اليابانية الصارمة للماتشا الأصلي. 

 وقالت كيكو أوشيدا، خبيرة "تشادو"، إن معظم ما يُباع تحت مسمى ماتشا هو في الواقع شاي أخضر عادي بطعم أكثر مرارة، تخفيه إضافات السكر والفاكهة.

من تقليد إلى تشويه:

 يُزرع الماتشا الحقيقي هو منتج زراعي حساس، في الظل ويُحضّر بعناية فائقة ليحافظ على خصائصه ومضادات الأكسدة الغنية فيه. 

ورغم فوائد الماتشا في تحسين صحة القلب ومكافحة السرطان، فإن النسخ الرائجة المشبعة بالسكر تُفقده قيمته الصحية. 

ثقافة الشاي اليابانية في مهب الريح: 

في اليابان نفسها، يتراجع استهلاك الماتشا التقليدي مع تغير أذواق الأجيال الجديدة، لكن شهرة لاتيه الماتشا تُمهّد لعودة الاهتمام بهذا الموروث الثقافي. 

ومن جانبها، قالت خبيرة الشاي سارة ستيوارت إن كثيرين من اليابانيين يجهلون أساسيات "تشادو"، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذا الطقس العريق.

ما بين الرواج والهوية:

 ولا يقتصر الحديث اليوم عن الماتشا باعتباره مجرد مشروب جديد على القائمة، بل هو حكاية عن كيف يمكن للثقافة أن تُعاد صياغتها، وربما تفقد ملامحها، في زمن السرعة والضجة الرقمية.