قلادة تيتانيك السوداء: كنز منسي يعود للسطح بعد قرن تحت الماء

بعد أكثر من مئة عام من مأساة غرق السفينة الأشهر في التاريخ، تيتانيك، استعاد فريق من الباحثين قطعة نادرة من بين أنقاضها الغارقة وهي قلادة زجاجية سوداء.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يعتقد الباحثون أنها تعود لأحد ركاب سفينة تيتانيك الذين قضوا في الحادثة أو ربما لأحد الناجين الذين فقدوها وسط الفوضى.

وتعد هذه القلادة التي تم انتشالها بعناية من حقل الحطام الممتد على مساحة 15 ميلًا مربعًا قرب موقع القوس والمؤخرة، من أندر المقتنيات التي جرى العثور عليها في تاريخ التنقيب عن بقايا السفينة. تتكون من خرز زجاجي أسود على شكل قلب وثماني الأضلاع، منسوج بنمط دقيق ومعقد، يشير إلى الحرفية الرفيعة والذوق السائد في أوائل القرن العشرين.
اكتشاف بطيء ودقيق في عمق 12 ألف قدم
اكتُشفت القلادة خلال رحلة استكشافية عام 2000 نفذتها شركة RMS Titanic Inc، الكيان الوحيد المصرح له قانونيًا بانتشال قطع أثرية من الحطام. استُخرجت القلادة من تكوين صلب يُعرف باسم "التكتل" — وهو مزيج من المعادن والمواد العضوية اندمجت نتيجة الضغط والبيئة البحرية القاسية على عمق 12,500 قدم.

تصف توماسينا راي، رئيسة ومديرة المجموعات في الشركة، عملية اكتشاف القلادة في تيتانيك بأنها شبيهة بحل لغز أثري: "بدأنا بحبة خرز مفردة، ثم وُجدت أخرى، وبعدها قطعة من السلسلة، ومن هناك بدأنا نعيد بناء هذا العقد الذي ظل مترابطًا بطريقة سحرية".
من الأعماق إلى المعرض
بعد عقود من الحفظ والدراسة، تُعرض القلادة اليوم أمام الجمهور ضمن معرض "تيتانيك: معرض التحف" في أورلاندو، فلوريدا.
ويضم المعرض أكثر من 300 قطعة أصلية من سفينة تيتانيك، إلى جانب ممثلين يرتدون أزياء تلك الحقبة، ونماذج لغرف تيتانيك.
وتمثل القلادة ليس فقط تذكيرًا شخصيًا براكب مجهول، بل أيضًا مرآة لأزياء ومعتقدات عام 1912.
وكان الزجاج الأسود يُستخدم في صناعة المجوهرات الرمزية المرتبطة بالحِداد والحزن، في تقليد تأثر بالعصر الفيكتوري.
ماضٍ لا يموت
تشير شركة RMS Titanic Inc إلى أن هذا النوع من المكتشفات يقدّم نظرة فريدة على الحياة اليومية للركاب، من خلال أشياء صغيرة تحمل في طياتها قصصًا كبرى. ومع أن هُوية صاحبة القلادة لا تزال مجهولة، إلا أن وجودها يحكي قصة أمل، وفقد، وتاريخ لا يزال ينبض بالحياة بعد أكثر من قرن في قاع المحيط.