الإنتاج الحيواني في مصر يواجه تحديات حقيقية

أكد الدكتور مصطفى خليل عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد و أستاذ أمراض الدواجن بمركز البحوث الزراعية  ان مستقبل الإنتاج الحيواني في مصر يواجه تحديات حقيقية في ظل ثلاثة محددات و هي ندرة المياه و  ثبات الرقعة الزراعية أو حتى تناقصها أحيانًا وارتفاع أسعار مدخلات الأعلاف المستوردة.
لكن رغم هذه التحديات، هناك فرص حقيقية للنهوض بالإنتاج الحيواني من خلال التكيف الذكي مع الموارد المتاحة وتحسين كفاءة الإنتاج .

و اوضح ان الإنتاج الحيواني التقليدي يستهلك كميات كبيرة من المياه سواء مباشرة مثل المياه المستهلكة في مشاريع الإنتاج الحيواني أو غير مباشرة عبر زراعة خامات الأعلاف.
كما أن  عدم زيادة مساحات زراعة الأعلاف و نقص الأراضي القابلة للتوسع في زراعة الذرة والفول الصويا والبرسيم ، و الاعتماد على الأعلاف المستوردة و تقلب أسعار العملة يؤثر على تكلفة الأعلاف.
و اضاف خليل ان من اهم ملامح الحلول المستقبلية التحول إلى نظم الإنتاج الذكية والمستدامة و تبني الزراعة التعاقدية بين المنتجين الزراعيين ومربي الماشية لزراعة الأعلاف محليًا و استخدام تكنولوجيا الري الحديث مثل الري بالتنقيط في زراعات البرسيم والذرة.
و  ترشيد استخدام المياه و استخدام محاصيل أعلاف بديلة موفرة للماء مثل السورجم (الذرة الرفيعة)و الدخن و تبني زراعات مكثفة تحصد عدة مرات
و تطوير صناعة الأعلاف المركزة و زيادة الاعتماد على المخلفات الزراعية مثل تبن القمح، قش الأرز، سيلاج الذرة، سرسة الأرز، عروش الخضر و تحويلها إلى أعلاف بمعالجة بيولوجية أو ميكانيكية ، و  دعم إنشاء مصانع أعلاف صغيرة ومتوسطة في الريف.
فضلا عن  تحسين الكفاءة الإنتاجية للحيوانات و إدخال سلالات محسّنة وراثيًا و تحسين إدارة التغذية والصحة لخفض الاستهلاك وزيادة العائد.
و  التحول إلى نظم الإنتاج المكثف منخفض البصمة المائية و الاعتماد أكثر على نظام التربية المكثف Indoor بدلاً من التربية المفتوحة التي تستهلك موارد أكثر.
و اوضح خليل ان هناك حلول مبتكرة كتربية المجترات الصغيرة (الضأن والماعز) لان كفاءتها أعلى في الظروف الجافة ومحدودة  استخدامها للمياه .
و استزراع الأعلاف في الأراضي الصحراوية باستخدام المياه الجوفية المالحة نسبيًا مع محاصيل ملائمة و إدخال الإنزيمات والمواد المحسنة للأعلاف لرفع كفاءة الهضم وتقليل الهدر  و دعم إنشاء تعاونيات أعلاف لخفض التكلفة عبر الاقتصاد الجماعي.

و طالب خليل  إصدار استراتيجية وطنية لتوطين الأعلاف الخضراء والمركزة.
و  ربط منظومة الزراعة بالإنتاج الحيواني بشكل مباشر عبر الحوافز والدعم الفني، و  التوسع في تجميع الحيازات الصغيرة من خلال مشروعات تشاركية أو بما يسمي تعاونيات إنتاج حيواني.
و  تشجيع البحث العلمي التطبيقي لإنتاج أعلاف من نباتات جديدة (مثل الجوجوبا، التين الشوكي كمصدر سيلاج، أو المورينجا).