هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟.. عالم أزهري يوضح

أوضح الدكتور عطية لاشين ، أستاذ الفقة في جامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى، أن الوصية بالتبرع بأعضاء الإنسان بعد الوفاة من المسائل المعاصرة التي شغلت الفقهاء والهيئات الشرعية، نظرًا لما تحمله من أبعاد إنسانية وطبية وأخلاقية.
وأكد لاشين أن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة جائز شرعًا، بشروط وضوابط محددة، وذلك وفقًا لما أقرته المجامع الفقهية الكبرى، ومنها مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ودار الإفتاء المصرية.
الحكم الشرعي: الجواز بضوابط
قال مرزوق إن التوصية بالتبرع بالأعضاء بعد الموت، مثل القلب أو الكُلى أو القرنية، جائزة شرعًا إذا كان الهدف منها إنقاذ حياة إنسان أو تحسينها.
واستند في ذلك إلى قواعد شرعية منها:
قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات
قاعدة: دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة
كما استشهد بحديث النبي ﷺ:«من فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»[رواه مسلم]
شروط التبرع بالأعضاء بعد الوفاة:
أن يكون الموصي عاقلًا راشدًا مختارًا وقت اتخاذ القرار.
أن تكون الوصية موثقة رسميًا أو مشهودة ممن يُؤتمن على كلامه.
أن لا يكون العضو المنقول ضروريًا لاستمرار الحياة (كالقلب، إلا بعد التأكد من الوفاة التامة).
أن يكون الهدف إنقاذ حياة أو تحسينها، وليس لأغراض تجارية أو تجريبية.
أن يتم التبرع بالمجان، دون أي مقابل مادي.
أن يُثبت الموت الدماغي والعضوي التام قبل نقل الأعضاء.
أن لا يُؤدي النقل إلى امتهان حرمة الجسد أو التشويه.
أن لا يُسبب نقل العضو ضررًا غير مبرر للمُستفيد.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور عطية لاشين على أهمية توثيق الوصية بشكل قانوني ورسمي، لضمان احترام رغبة الموصي، وامتثال الإجراءات للضوابط الشرعية والإنسانية.