من الهامش إلى القمة..
هل تنجح آسيا أو أفريقيا في كسر احتكار الأبطال بمونديال الأندية؟

منذ انطلاق كأس العالم للأندية بنسختها الحديثة عام 2000، احتكر بطولتها ناديان من قارتين فقط: أوروبا وأمريكا الجنوبية، في مشهد رسّخ هيمنة كروية عمرها عقود.
ومع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا" عن النظام الجديد للبطولة، والذي يوسّع عدد المشاركين إلى 32 فريقًا ابتداءً من نسخة 2025، عاد السؤال ليفرض نفسه من جديد: هل اقتربت لحظة التغيير؟ وهل تشهد النسخة المقبلة أول بطل من خارج القارتين التقليديتين؟
تمنح التوسعة الجديدة القارات الأخرى، وخاصة آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، فرصة تاريخية لإثبات الذات عبر تمثيل أكبر، ومواجهات أكثر عدالة ضمن دور مجموعات شبيه بكأس العالم للمنتخبات.
وقد اعتُبرت هذه الخطوة من قبل البعض بمثابة إعادة توزيع للفرص، بعد سنوات من اقتصار البطولة على مواجهات مباشرة تُقصي معظم الأندية غير الأوروبية واللاتينية مبكرًا، ولكن هل يكفي الحضور العددي لتغيير المعادلة فعلاً؟
فنيًا، بدأت بعض الأندية في آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية تضييق الفجوة تدريجيًا. الهلال السعودي، على سبيل المثال، بلغ نهائي نسخة 2022 بعد أداء لافت، والأهلي المصري اعتاد الوصول إلى نصف النهائي وتحقيق مراكز متقدمة، بينما برزت أندية مكسيكية وكندية كمنافسين أقوياء في النسخ الأخيرة.
إلا أن التحدي الأهم لا يزال يتمثل في الفارق الكبير بالإمكانات المالية والبنية التحتية، فضلًا عن تباين نسق المنافسات المحلية مقارنةً بأوروبا، حيث يخوض اللاعبون موسمًا متخمًا بالمباريات الكبرى في دوري الأبطال والدوريات القوية.
ورغم هذا، فإن عناصر المفاجأة في كرة القدم تظل واردة، خصوصًا في بطولة ستُلعب لأول مرة بهذا الشكل الموسّع، ما يعني مزيدًا من المباريات، واحتمالية مواجهة الكبار في مراحل أبكر أو تعرضهم للإرهاق، وهو ما قد يمنح الأندية القادمة من "الهامش" فرصة لاقتناص المجد.
كما أن بعض الأندية العربية والآسيوية، مثل الهلال والاتحاد والنصر في السعودية، بدأت تعتمد بشكل واضح على نجوم عالميين في تشكيلاتها، مما يمنحها خبرة أوروبية على أرضية آسيوية.
وفي أفريقيا، تواصل فرق مثل الأهلي والوداد والزمالك تعزيز منظومتها الفنية والإدارية، بما يسمح لها بأن تكون أكثر من مجرد حضور شرفي.
نجاح فريق من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية في انتزاع اللقب لن يكون مجرد مفاجأة كروية، بل حدثًا تاريخيًا يهز التوازن التقليدي لكرة القدم العالمية.
وربما تكون النسخة المقبلة هي الأقرب لهذا السيناريو، في ظل تغير موازين القوى، وتزايد التحديات البدنية، واتساع رقعة المنافسة.
السؤال الآن لم يعد "هل يمكن" أن يحقق نادٍ من آسيا أو أفريقيا اللقب، بل "متى" سيحدث ذلك، ومن سيكون أول من يكتب هذا الإنجاز الفريد في سجل كأس العالم للأندية.
فإذا ما نجح أحدهم في كسر القاعدة، فسيكون الأمر بمثابة ثورة كروية حقيقية تعيد تعريف القوة في عالم الأندية، وتفتح الباب أمام أجيال جديدة من الأمل والطموح خارج القارتين الكلاسيكيتين.