القيم الإنسانية المشتركة.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” بنيجيريا

عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بنجيريا، محاضرة بعنوان: “القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان أساس التعايش السلمي”، وذلك بمدرسة حياة الأطفال الإسلامية، بمنطقة كاسواغوز، بولاية برنو، نيجيريا، حاضر فيها الدكتور إبراهيم عمر محمد، رئيس فرع المنظمة ببرنو، نيجيريا، موضحًا الفرق بين الدين والشريعة، مثلما جاء في كتاب “القول الطيب”، لفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث قال: إن الدين هو البيان الإلهي المتعلق بالعقيدة وأصول الأخلاق والعبادات، أما الشريعة فهي القوانين الإلهية التي تنظم حياة المؤمنين وتصرفاتهم الاجتماعية التي تتغير من زمان لزمان، ومن مكان لآخر.
وأضاف، إن الإسلام ليس هو تحديداً الرسالة التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، و إنما هو الاسم الجامع لكل الرسالات التي حملها الأنبياء على اختلاف أزمنتهم وأماكنهم ، موضحًا أن الاشتراك بين الإسلام كرسالة أخيرة، والرسالات السابقة عليه: ليس مجرد اشتراك فى اسم أو عنوان فحسب، بل اشتراك في مضمون الإسلام وجوهره وحقيقته.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يثبت لنا أن ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من عقائد وأخلاق وسلوك، هو نفس ما جاء به جميع الأنبياء السابقين، وهذا هو دليل الدين المشترك بين المسلمين وغيرهم من الأمم السابقة عليهم، وهو التوحيد المطلق، والتصديق برسل الله تعالى وكتبه، والإيمان بكل ذلك دون تفرقة أو تمييز طائفي أو عنصري بين رسول ورسول، أو كتاب وكتاب، موضحًا أن هناك أهمية للسلام في الشريعة الإسلامية للإنسان، بل وللحيوان والنبات والجماد.
وعلى صعيد اخر، عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالوادي الجديد، ندوة بعنوان: “التشدد يفكك وحدة الأمة والوسطية تُحييها” ، وذلك بالمسجد الكبير، بمركز ومدينة أسمنت، حاضر فيها الشيخ محمد السيد الزهري، المنسق الإعلامي للفرع، عميد معهد أسمنت الأزهري، والدكتور رفاعي عبد الحق، أمين عام الفرع، الأستاذ بجامعة الأزهر، حيث أشارا في اللقاء إلى أن وسطية الإسلام واحدة من أبرز خصائص هذا الدين، وهي الركيزة الكبرى لهذه الأمة التي ارتضت بالإسلام وشريعته وأحكامه، (وَكَذَلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا…).
وأوضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالتوسط في القراءة في الصلاة الجهرية، مصداقاً لقوله تعالى: (… وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)، والسبيل هنا هو التوسط الذي هو الوسطية والاعتدال، ومن أوضح الأمثلة على وسطية الإسلام في السلوك والأخلاق: دعوته صلى الله عليه وسلم المتكررة إلى التوسط والاعتدال في الإنفاق، والتحذير من التطرف في الإسراف أو التقتير، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)، والقوام هو الوسط.
وأشارا إلى أن القرآن الكريم أكد في العديد من الآيات على مبدأ الوسطية والاعتدال في جميع نواحي الحياة، وهو بهذا يؤسّس لمنهج أمة، وحياة يتحقّق فيها التوازن بين أفراد المجتمع.