رئيس فرع خريجي الأزهر ببرنو نيجيريا: المواطنة أساس التعايش المشترك في السلم والحرب

عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بنيجيريا، محاضرة بعنوان: “المواطنة وحب الوطن حصانة ضد الأفكار المتطرفة”، وذلك بقاعة كلية محمد غوني للشريعة والدراسات الإسلامية، بمدينة ميدغري، بولاية برنو، نيجيريا، حاضر فيها الدكتور إبراهيم عمر محمد، رئيس فرع المنظمة ببرنو، نيجيريا، مشيرًا إلى أهمية الأرض التي نعيش عليها، وليس مثلما يتصورها بعض أصحاب الأفكار المتطرفة الذين ينكرون فكرة الانتماء إلى الوطن أو الأرض.
وبين أن الأرض لها شأن عظيم، إذ يعيش عليها الإنسان، ويكون فيها مولده ونشأته وتعليمه وعلاقاته، فيجب على أبنائها المحافظة عليها ممن ينكرون فكرة الانتماء إلى الوطن من الأساس، لذلك أوجب الإسلام علينا نحن أهل البلد الواحد مع اختلاف أنسابنا أو أدياننا أن نتكاتف في السراء و الضراء، ونتعاون على البر والتقوى، وأن يرعى بعضنا حقوق بعض.
وأضاف أن فكرة المواطنة موجودة في الإسلام، حيث جاء في السيرة النبوية الشريفة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد اعترف بالمواطنة بين سكان المدينة من مسلمين ومهاجرين وأنصار، ومن يهود، على اختلاف قبائلهم، معتبراً المواطنة أساس التعايش والتكافئ المشترك في السلم والحرب بين المسلمين وجيرانهم من اليهود، وباعتبارهم جميعاً مواطنين في دولة المدينة الجديدة، مع اختلاف الأديان والأعراق التي ينتسبون إليها، بل باعتبار الوطن الذي ينتسبون إليه جميعاً.
وعلى صعيد اخر، عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالوادي الجديد، ندوة بعنوان: “التشدد يفكك وحدة الأمة والوسطية تُحييها” ، وذلك بالمسجد الكبير، بمركز ومدينة أسمنت، حاضر فيها الشيخ محمد السيد الزهري، المنسق الإعلامي للفرع، عميد معهد أسمنت الأزهري، والدكتور رفاعي عبد الحق، أمين عام الفرع، الأستاذ بجامعة الأزهر، حيث أشارا في اللقاء إلى أن وسطية الإسلام واحدة من أبرز خصائص هذا الدين، وهي الركيزة الكبرى لهذه الأمة التي ارتضت بالإسلام وشريعته وأحكامه، (وَكَذَلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا…).
وأوضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالتوسط في القراءة في الصلاة الجهرية، مصداقاً لقوله تعالى: (… وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)، والسبيل هنا هو التوسط الذي هو الوسطية والاعتدال، ومن أوضح الأمثلة على وسطية الإسلام في السلوك والأخلاق: دعوته صلى الله عليه وسلم المتكررة إلى التوسط والاعتدال في الإنفاق، والتحذير من التطرف في الإسراف أو التقتير، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)، والقوام هو الوسط.
وأشارا إلى أن القرآن الكريم أكد في العديد من الآيات على مبدأ الوسطية والاعتدال في جميع نواحي الحياة، وهو بهذا يؤسّس لمنهج أمة، وحياة يتحقّق فيها التوازن بين أفراد المجتمع.