الفلافونويدات ..سر غذائي بسيط يعزز طول العمر ويقي من الأمراض

الفلافونويدات.. كشفت دراسة علمية جديدة نُشرت في مجلة Nature Food أن اعتماد نظام غذائي غني بجزيئات الفلافونويد، الموجودة بوفرة في الشاي والتوت والتفاح والبرتقال والعنب، قد يسهم بشكل كبير في تقليل خطر الوفاة المبكرة ويعزز فرص العيش لعمر أطول وبصحة أفضل.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، تابعت الدراسة، التي شارك فيها باحثون من جامعات مرموقة من بينها جامعة كوينز في بلفاست، بيانات أكثر من 120 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا على مدار أكثر من عشر سنوات.
كما أظهرت النتائج أن استهلاك الفلافونويدات، وهي مركبات طبيعية فعالة بيولوجيًا، يرتبط بتراجع واضح في خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني وبعض الأمراض العصبية المزمنة مثل باركنسون.
مركبات تحمي القلب والعقل:
وأوضح البروفيسور إيدين كاسيدي، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، أن الفلافونويدات تعمل بطرق متعددة، فبعضها يساهم في خفض ضغط الدم، بينما يساعد البعض الآخر في تنظيم مستويات الكوليسترول وتقليل الالتهابات، وهي عوامل رئيسية في الحد من الإصابة بالأمراض المزمنة.
وأضاف كاسيدي: "لقد عرفنا منذ سنوات أهمية هذه المركبات، لكن الجديد هنا هو أن تنوع مصادر الفلافونويد له تأثير أكبر من مجرد كمية الاستهلاك. تناول أطعمة مختلفة تحتوي على أنواع متنوعة من الفلافونويدات يمنح الجسم حماية أشمل".
500 ملج يوميًا تصنع الفرق:
تشير الدراسة إلى أن استهلاك ما يقارب 500 ملج من الفلافونويدات يوميًا، ما يعادل تقريبًا كوبين من الشاي أو حفنة من التوت، يمكن أن يقلل خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 16%. كما أظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 10% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، وأمراض الجهاز التنفسي.
ألوان الطعام مفتاح لصحة أفضل:
يؤكد الباحثون أن الأطعمة الملونة مثل التوت الأزرق، والفراولة، والعنب، والبرتقال، والتفاح، فضلًا عن الشاي والشوكولاتة الداكنة، تمثل مصادر غنية ومتنوعة للفلافونويد. ويدعو العلماء إلى إدخال هذه الأطعمة في النظام الغذائي اليومي، ليس فقط لكميتها من المركبات المفيدة، بل لتنويع مصادرها.
يقول الدكتور تيلمان كوهن، المشارك في الدراسة: "تناول الفواكه والخضروات ذات الألوان المختلفة يعني تلقائيًا الحصول على طيف أوسع من العناصر الغذائية، بما في ذلك الفلافونويدات، وهو ما يعزز الصحة العامة بشكل ملحوظ".
في ختام الدراسة، يشدد الباحثون على أن تعديل النظام الغذائي اليومي بإضافة أطعمة مثل الشاي، التوت، التفاح، والشوكولاتة الداكنة، يُعد خطوة بسيطة لكنها فعالة في تحسين نوعية الحياة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.
ويؤكد الدكتور كاسيدي: "إنها رسالة واضحة للناس: بإمكانك اتخاذ خطوات صغيرة مثل اختيار فاكهة غنية بالفلافونويد أو استبدال مشروبك المعتاد بكوب شاي، وستحقق فوائد صحية طويلة الأمد".
مع تزايد معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة حول العالم، تقدم هذه الدراسة دعوة علمية مدعومة بالأدلة لاعتماد نظام غذائي متنوع وغني بالفلافونويدات، كأداة بسيطة وفعالة للوقاية من الأمراض وتعزيز طول العمر.