أهالي غزة يزورون قبور الشهداء في أول أيام عيد الأضحى.. فيديو

في مشهد يمزج بين الحزن والصبر، توجه آلاف المواطنين في قطاع غزة، صباح اليوم الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك، إلى المقابر لزيارة قبور ذويهم من الشهداء، الذين ارتقوا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وذلك حسب وكالة وفا الفلسطينية.
ورغم الأوضاع المعيشية الصعبة والتحديات الأمنية المستمرة، أبت العائلات إلا أن تحيي هذه المناسبة الدينية بزيارة من فقدوا أرواحهم دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، امتلأت طرقات غزة المؤدية إلى المقابر، مثل مقبرة الشيخ رضوان ومقبرة الشهداء الشرقية، بحشود من النساء والرجال والأطفال، يحملون باقات الزهور ومياه الشرب لترطيب قبور أحبائهم.
وعلت أصوات التكبيرات والابتهالات، بينما كانت الدموع تمتزج بابتسامات الصبر على وجوه الأمهات والآباء والأبناء الذين فقدوا سندهم.
"لم ننسهم ولن ننساهم أبدًا، مهما طال الزمن أو قست الظروف"، تقول أم أحمد (55 عامًا)، وهي تجلس بجوار قبر ابنها الذي استشهد قبل أشهر"، جئنا لنقرأ لهم الفاتحة وندعو لهم بالرحمة، هذا أقل ما نقدمه لهم في يوم العيد هذا، هم عيدنا الحقيقي".
العديد من الزوار عبروا عن استيائهم من استمرار الحصار الإسرائيلي وتبعاته، والذي ألقى بظلاله على كل جانب من جوانب الحياة في غزة، بما في ذلك القدرة على الاحتفال بالعيد بشكل طبيعي، ورغم ذلك، أكدوا على صمودهم وإصرارهم على البمسك بالأمل والتغلب على المحن.
وقال محمد علي (30 عامًا)، وهو يزور قبر شقيقه: “العيد هذا العام مختلف تمامًا، فالجرح لم يلتئم بعد. ولكن زيارتنا للشهداء هي رسالة للعالم بأننا باقون على العهد، وأن تضحياتهم لن تذهب سدى. هم مصدر قوتنا وعزيمتنا”.
وشوهد أطفال صغار يضعون الحلوى والألعاب على قبور آبائهم وأشقائهم، في محاولة بريئة لإشراكهم في فرحة العيد الغائبة. كما قام بعض الشباب بتنظيف المقابر ورش المياه، في بادرة وفاء لأرواح الشهداء.
وتأتي هذه الزيارات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، ما يزيد من أهمية هذه اللحظات التي تعبر عن تلاحم المجتمع الغزي وصموده أمام التحديات. ففي أول أيام عيد الأضحى، لم تكن المقابر مجرد أماكن لدفن الموتى، بل تحولت إلى رموز حية للصمود والإباء، حيث يتجدد العهد مع من ضحوا بأرواحهم من أجل حرية وكرامة شعبهم.
شاهد الفيديو بالضغط هنا..
اقرأ المزيد..