غدًا أول مناسك الحج.. الحجاج يتوجهون إلى منى لقضاء يوم التروية

يبدأ غدًا الأربعاء أول أيام مناسك الحج، حيث يوافق الثامن من شهر ذي الحجة، ويُعرف هذا اليوم بـ"يوم التروية".
ويستعد ضيوف الرحمن للتوجه في ساعات الصباح إلى مشعر منى، اقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ، وذلك للمبيت هناك استعدادًا للتصعيد إلى عرفات بعد غدٍ الخميس، والذي يُعد الركن الأعظم من أركان الحج.
حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف القدوم قبل التوجه إلى منى
وقد أنهت آخر أفواج الحجاج أداء طواف القدوم في الحرم المكي، في مشهد إيماني مهيب، وذلك قبيل بدء رحلة المشاعر المقدسة، التي تبدأ من منى، ثم عرفات، يليها المزدلفة، فـ"رمي الجمرات" في أيام التشريق.
لماذا سُمي "يوم التروية" بهذا الاسم؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن سبب تسمية هذا اليوم بـ"يوم التروية" يعود إلى عادة قديمة كان يلتزم بها الحجاج، إذ كانوا يتزودون بالماء في مكة قبل التوجه إلى المشاعر المقدسة، نظرًا لندرة المياه في تلك المناطق، فكانوا "يتروون" بالماء استعدادًا ليوم عرفة.
تفاصيل المناسك في يوم التروية
في هذا اليوم، يتوجه الحاج المفرِد والقارن إلى مشعر منى مباشرة، أما المتمتع فيُحرِم من مكانه بالحج بعد أن كان قد تحلل من إحرام العمرة.
ويُستحب للحاج قبل التحرك إلى منى أن يغتسل ويلبس ملابس الإحرام، ويُكثر من التلبية بقوله:"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك."
ويصلي الحاج في منى خمس صلوات: الظهر، العصر، المغرب، العشاء، والفجر، حيث يُقصر فيها الصلاة الرباعية إلى ركعتين دون جمع بينها. أما المبيت في منى فهو سنة نبوية مؤكدة في هذا اليوم، يستحب الالتزام بها.
الإكثار من الذكر والدعاء
يُستحب الإكثار من الدعاء وذكر الله خلال يوم التروية، تمامًا كما يُستحب في سائر أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، من تلبية وتسبيح وتهليل وتكبير، طلبًا لرضا الله، وتهيئةً للوقوف بعرفة في اليوم التالي.
لا صيغة موحدة لدعاء يوم التروية
لا توجد صيغة ثابتة أو محددة للدعاء في هذا اليوم، إذ يُستحب للحاج أن يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، ومن الأدعية المؤثرة التي يمكن أن تُقال في هذا اليوم:"اللهم مع صباح التروية، نسألك أن تروي هذه القلوب التي باتت عطشى إلى رحمتك، أن تجبر فينا هذا الألم، وهذا المُصاب الذي أفضى إلى الجفاء والبعد عنك، ارحمنا وأقبلنا وردّنا إلى دينك ردًا جميلًا."
ومن الأدعية المأثورة:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا."
وفي هذا اليوم، يعيش الحجاج أجواء روحانية عظيمة، يستشعرون فيها هيبة الموقف، ويتهيأون للوقوف بعرفة، حيث تتجلى أعظم معاني الرحمة والمغفرة، وتتفتح أبواب السماء لاستقبال الدعاء والتضرع من قلوب أقبلت إلى الله ملبية خاشعة.