المشتل.. خطوة أساسية لنمو النباتات بشكل سليم

المشتل هو المكان المخصص لزراعة البذور والعُقل والطعوم، حيث يتم العناية بها حتى تصبح شتلات قوية وجاهزة للنقل إلى الأراضي الزراعية أو الحدائق. يُعد المشتل جزءًا أساسيًا في سلسلة الإنتاج الزراعي، حيث يوفر بيئة مثالية للنمو المبكر للنباتات، مما يساهم في ضمان نجاح المحاصيل.
مزايا الزراعة في المشاتل
تتعدد الفوائد التي توفرها الزراعة في المشاتل، أهمها:
رعاية متخصصة: يُسهل المشتل العناية بالشتلات الصغيرة في بيئة محمية، مما يساهم في نموها بشكل سليم.
حماية فعالة: يوفر المشتل حماية ضد الحشرات والآفات التي قد تؤثر سلبًا على نمو النباتات.
تحسين استغلال المساحات: تقليل مدة بقاء الشتلات في الأرض الزراعية الرئيسية يُحسن استغلال المساحات المتاحة.
دقة في الزراعة: يتيح المشتل زراعة البذور، خاصة الغالية أو صغيرة الحجم، بدقة عالية دون إهدار.
اختيار الشتلات المناسبة: يُمكن اختيار شتلات قوية ومتجانسة للنقل إلى الأراضي الزراعية لاحقًا، مما يضمن محصولًا جيدًا.
اختيار الموقع المناسب للمشتل
يجب أن يكون المشتل قريبًا من مصدر مياه دائم، مع توافر تظليل جزئي، سواء طبيعي تحت الأشجار أو باستخدام وسائل تظليل صناعية. كما ينبغي أن يكون محميًا من دخول الحيوانات، وأن يتوافر به تصريف جيد للمياه للحفاظ على صحة النباتات.
تحضير التربة وأحواض الحضانة
تُعد التربة الطينية المتوسطة أو الرملية الطميية الغنية بالمواد العضوية الأفضل لزراعة الشتلات. يجب أن يتراوح عمق التربة بين 15 و25 سم. عند تجهيز الأحواض، يجب:
حرث الأرض وإزالة الأعشاب، الحجارة، وبقايا النباتات.
تجهيز الأحواض المرتفعة بارتفاع يتراوح بين 10 و15 سم وعرض متر واحد، مع إمكانية تعديل الطول حسب الحاجة.
لتحسين خصائص التربة، يمكن خلط التراب الأحمر مع الرمل وسماد المزرعة. كما يُفضل تعقيم التربة باستخدام محاليل مطهرة مثل الفورمالدهيد أو كلوريد أوكسيد النحاس للحماية من الأمراض.
أنواع الأوساط المستخدمة في الإكثار
تختلف المواد المستخدمة في تحضير البيئة المثالية لتكاثر النباتات، وتشمل:
خليط التربة: عادة يتكون من التراب الأحمر، سماد عضوي، ورمل.
الرمل: يستخدم بشكل شائع لتجذير العقل.
الخث: مادة عضوية متحللة تحت الماء تُستخدم بعد ترطيبها.
طحلب السفاغنوم: مادة خفيفة ومعقمة، غنية بالرطوبة، مثالية للترقيد الهوائي.
الفيرميكوليت: مادة خفيفة تمتص كميات كبيرة من الماء، وتُستخدم في الأصص أو الترقيد.
الزراعة في الأصص
تستخدم الأصص لأغراض متعددة، مثل تحضير النباتات للزينة، البيع، أو التجارب. يجب تحضير خليط تربة مناسب يسمح بتهوية جيدة، يحتفظ بالرطوبة، ويوفر العناصر الغذائية اللازمة للنمو. كما يجب أن يكون الخليط خاليًا من الكائنات الضارة.
عند نقل الشتلات إلى الأصص، يجب الحرص على الحفاظ على الجذور وعدم تعرضها للجفاف. يتم ترتيب المواد داخل الأصيص على طبقات، تبدأ بالرمل، ثم خليط التربة، مع التأكد من تثبيت النبات جيدًا وسقيه.
إعادة الزراعة ومشكلة انحصار الجذور في الأصيص
عند بقاء النباتات لفترات طويلة في الأصص، قد تنمو الجذور بشكل متشابك، مما يعيق امتصاص العناصر الغذائية اللازمة. في هذه الحالة، يجب إعادة زراعة النبات عن طريق إزالة الجذور المتشابكة بلطف، تقليم الجذور التالفة، ثم نقله إلى أصيص أكبر يحتوي على خليط تربة جديد.