وزارة الصحة الأمريكية تحذر من الحصول على لقاح كورونا لهذه الفئات

لقاح كورونا .. أثارت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية جدلاً واسعًا بعد إعلانها عن التوقف عن التوصية بلقاح كوفيد-19 للأطفال الأصحاء والحوامل، وهو ما وصفته بأنه "خطوة نحو مستقبل أكثر صحة" وفقًا لتصريحات وزير الصحة روبرت ف. كينيدي جونيور.
وبحسب مجلة “ذا هيلث” الأمريكية، تضمن القرار، الذي جاء عبر مقطع فيديو نُشر على منصة X، مشاركة شخصيات طبية بارزة، منها مدير المعاهد الوطنية للصحة وأطباء معروفون في الصحة العامة.
نقص في البيانات ومخاوف من المخاطر
بررت الوزارة هذا التغيير بغياب بيانات سريرية كافية تؤكد فعالية الجرعات المعززة المتكررة للأطفال، كما أشار الدكتور مارتن ماكاري إلى أن دولًا أخرى اتخذت خطوات مماثلة. لكن القرار لم يوضح بشكل صريح موقفه من تطعيم الحوامل، ما أدى إلى خلق حالة من الغموض حول فئة تُعتبر علميًا من الفئات عالية الخطورة.
صمت رسمي وتناقض في الإرشادات
رغم أن الحمل مدرج ضمن عوامل الخطر للإصابة الشديدة بكوفيد-19، فإن القرار الأخير يتعارض مع التوصيات السابقة.
ولم تقدم الوزارة تفسير واضح حول هذا التناقض، ما زاد من استياء الأوساط الطبية التي ترى في هذا التغيير تقليصًا غير مبرر لخيارات الوقاية.
انتقادات حادة من المختصين في صحة الأم والطفل
أعربت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء عن "قلقها العميق" من هذا القرار. وصرّح رئيس الكلية، الدكتور ستيفن جيه فليشمان، بأن الحمل مع الإصابة بكوفيد-19 قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للأم والرضيع على حد سواء. وأشار إلى أن العديد من حالات الاستشفاء للأطفال دون الستة أشهر ترتبط بأمهات لم يحصلن على اللقاح أثناء الحمل.
المخاطر لا تزال قائمة رغم انخفاض الحالات
بينما يعترف الأطباء بانخفاض خطر كوفيد على الأطفال الأصحاء مقارنةً بالبالغين، فإنهم يؤكدون أن هذا لا يعني انعدامه. وقد أشار الدكتور أندرو سيسينوب إلى أن الفيروس لا يزال يتسبب في دخول بعض الأطفال المستشفيات. كما لفت إلى أن حرمان الأسر من خيار التطعيم قد يضعها في موقف معقد أمام مرض لا يزال موجودًا.
رغم أن اللقاح قد يظل متاحًا لدى بعض مقدمي الرعاية، إلا أن غياب التوصية الرسمية قد يجعل التأمين الصحي يمتنع عن تغطيته، ما يعني أن العديد من الأسر قد لا تتمكن من تحمّل تكاليف التطعيم. ووفقًا للدكتور آرون ميلستون من نظام جونز هوبكنز الصحي، فإن القرار قد يسلب الأسر حقها في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حماية أطفالها ونسائها الحوامل.
مخاوف من تغييب الرأي العلمي
من اللافت أن هذا القرار لم يصدر بناءً على توصيات اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والتي تتكون من خبراء مستقلين يُفترض أن يكون لهم دور في أي تغييرات في جداول اللقاحات.
ويفتح القرار الأمريكي بعدم التوصية بلقاحات كوفيد للأطفال الأصحاء والحوامل بابًا واسعًا للنقاش بين المتخصصين.
وبينما تتجه الحكومة نحو طيّ صفحة الجائحة، يرى العديد من الخبراء أن منح الأسر خيار التطعيم يظل ضرورة صحية وأخلاقية لا يمكن تجاوزها، خاصة في ظل استمرار المخاطر.