رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

د. على عبدالكريم الحداد العضو المنتدب لشركة «نيوبرنت» لتداول الأوراق المالية والسندات:

التوازن بين التضخم وتوفير العملة الصعبة.. معركة معقدة

بوابة الوفد الإلكترونية

3 مستهدفات للشركة فى المرحلة القادمة

 

لا شىء يُمنح بسهولة، ولا مجد يُهدى دون كفاح، فمهما تعاظمت التحديات، واشتدت العواصف من حولك، تمسك ببصيرتك، ولا تسمح للضجيج أن يشتت رؤيتك، لا تحرك نظرك عن الهدف الذى تنبض له روحك.. اعلم أن الثبات فى وجه المحن هو ما يصنع الفرق بين من تاه فى الطريق، ومن بلغ القمة شامخا، فكل تحدٍ ليس عائقا، بل دعوة خفية لكتابة فصل جديد فى روايتك.. وكذلك محدثى يؤمن أن الثبات وسط العواصف يصنع الفارق بين العابرين والعظماء.
اجعل من كل تعثر منصة للنهوض، ومن كل انكسار درسا فى الصلابة، لا ترتجف أمام العثرات، بل ازْدَدْ عنادا، قوّتك الحقيقية تتجلى فى قدرتك على النهوض، ففى كل مرة، تكون أشد عزما، وأصلب إرادة.. وهكذا الرجل منذ الصبا نجح فى أن يبنى ذاته كما يبنى الصرح العظيم بصبر، وإرادة.
الدكتور على عبدالكريم الحداد العضو المنتدب لشركة «نيوبرنت» لتداول الأوراق المالية والسندات.. لا يخاف العثرات، يعلم أن فى كل انكسار سرا من أسرار القوة، رغم التحديات لا يفقد البوصلة، فالسيرة الطيبة تفتح الأبواب، وتُلهِم الثقة، وتمنح لصاحبها قوة لا تُرى لكنها تشعر.
فى قلب المهندسين، وتحديداً على امتداد شارع جامعة الدول العربية، الشريان النابض الذى يمنح الحى اسمه وهويته، بناية حديثة تكاد تلامس السماء بخطوطها الأنيقة.. فى الطابق الخامس، تنبض الحياة بإيقاعٍ حيوى كخلية نحل، يتوزع الجميع على مهامهم كأنهم تروس فى آلة دقيقة لا تعرف التوقف، الجميع يعمل فى تناسق، وهدوء، وما إن تهبط درجتين، حتى تجد نفسك أمام باب مكتبه، وكأنك تعبر إلى عالم آخر، تتجلى الأناقة فى أبسط تفاصيلها، الغرفة تنطق بالذوق الرفيع، وديكوراتها تروى حكاية جمال صامت، مرسومة بريشة فنان يعرف تماماً كيف يحول الجدران إلى لوحاتٍ نابضة بالحياة.
على سطح مكتبه، تراصت الملفات بدقة، كل ملف منها يحكى فصلاً من حكاية طويلة، متشابكة، تنبض بالحياة والعمل والتفاصيل. وبين هذه الأوراق المرتبة، تتناثر قصاصات صغيرة، ربما تبدو لأول وهلة عشوائية، لكن يدون فى سطورها ملاحظات سريعة، أفكار خاطفة، تواريخ محورية، وأسماء تحولوا مع الوقت إلى صفحات ثابتة فى كتاب مسيرته.. ملحمة كفاح يومى، كأنها خيوط نسيج دقيق يربط بين الأمس والحاضر، بين الحلم والبناء.. أجندة جلدية بلون الزمن، تعج بتفاصيل دقيقة، حكاية رجل لم تمنحه الحياة شيئاً على طبق من فضة، فى تلك الصفحات، يبدأ من الصفر، من البداية التى كانت مشحونة بالتعب، مبللة بعرق الاجتهاد، ومضيئة بعزيمة لا تخبو.. يخط عبارته التى كانت وما زالت مفتاحاً لذاكرته، وافتتاحية أسطورته «الرِضا وعى عميق بأن ما كُتب لك، سيأتيك حين تُحسن الانتظار».
هادئ، متزن فى طرحه، دقيق فى ملاحظاته، ينسج خيوط الأحداث الاقتصادية، يسرد الوقائع ببساطة حين يعلق حين تستدعى اللحظة تعليقاً، لكنه لا يهادن حين تُتخذ قرارات تضر بصلب الاقتصاد. كلماته صريحة، يرسم طريقاً واقعياً نحو غد اقتصادى أكثر إشراقا.. يقول إن «الاقتصاد الوطنى مرّ بالعديد من المتغيرات الخارجية التى كان لها التأثير السلبى على انطلاقته، ورغم تنفس الصعداء مع المشروعات الاستثمارية، يتصدرها مشروع رأس الحكمة، ترقب الجميع انطلاقة جديدة نحو التعافى والتحسن، إلا أن عدم استقرار المشهد والاضطرابات الخارجية، وقف حائلا، ومثّل ضغوطا شديدة دون تحقيق هذه الانطلاقة، بالإضافة إلى التحديات الداخلية، وفى مقدمتها معدلات التضخم، الذى لا يزال التحدى الأكبر، رغم تراجعاته التدريجية».
يتسم طرحه بدرجة فائقة من التركيز وعمق الرؤية، حيث يتناول القضايا المحورية بأسلوب بسيط، يتجلى ذلك بوضوح فى تحليله لجهود الحكومة فى مواجهة التحديات الاقتصادية الداخلية، والتى تمثلت فى التصدى لمعدلات التضخم المتسارعة، من خلال انتهاج سياسة شاملة تستند إلى زيادة الإنتاج المحلى كوسيلة فعالة لتعزيز المعروض، إلى جانب اتخاذ خطوات محسوبة فى السياسة النقدية، تمثلت فى الخفض التدريجى لأسعار الفائدة لتحفيز الاستثمار وتخفيف الأعباء على الاقتصاد، كما كان لتحرير سعر الصرف وتحقيق مرونته الكاملة دور جوهرى فى إعادة التوازن إلى الأسواق، مع تراجع فاتورة الاستيراد، وهذه الإجراءات المترابطة ساهمت مجتمعة فى تحسين المشهد الاقتصادى، وبثت رسائل طمأنة تعكس جدية الدولة فى معالجة الأزمات.
< ما رؤيتك المستقبلية للمشهد الاقتصادى فى ظل التعامل الاحترافى مع التحديات الداخلية؟
- رؤيته تنبع من أرض الواقع لا من التخمين؛ لذلك يجيبنى قائلا: «إن الاقتصاد يسير على طريق التحسن».. مستنداً فى ذلك إلى حراك عدد من الملفات الخارجية، التى تلقى بظلالها الثقيلة على السوق المحلى، فقد أثّرت التغيرات الإقليمية، وحالة عدم الاستقرار فى بعض مناطق الجوار، فضلاً عن التوترات فى خطوط الملاحة البحرية، بالبحر الأحمر، إلا أن مؤشرات استعادة الهدوء فى تلك المناطق، وعودة انتظام الملاحة البحرية، يحمل فى طياته انعكاسات إيجابية على مستقبل الاقتصاد، ويفتح الباب واسعاً أمام استقرار أكبر، وتحسن تدريجى فى الأداء العام للسوق المحلى.
بوضوح وبساطة يتحدث عن ملف السياسة النقدية والدور الكبير للدولة فى اتخاذ كافة الإجراءات للتيسير النقدى، ومن أدواتها الخفض التدريجى لأسعار الفائدة، ورغم هذا التراجع، لا تزال مستويات الفائدة تعد جاذبة للمستثمرين، سواء من الأفراد أو المؤسسات الأجنبية، مما يعزز من تدفق رؤوس الأموال ويضفى ثقة على بيئة الاستثمار، متوقعا أن تستمر وتيرة الخفض خلال المرحلة المقبلة، بنحو 300 نقطة أساس حتى نهاية عام 2025، بما يواكب التوجهات العامة نحو دعم النمو دون الإخلال بالاستقرار النقدى، فى
لا بد من التركيز على إدارة «الأموال الساخنة» بحكمة، مشدداً على ضرورة ألا تعتمد كمصدر تمويل طويل الأمد، بل ينبغى توجيهها إلى مشروعات استثمارية قصيرة الأجل، ذات عائد إنتاجى مباشر، لضمان الاستفادة منها فى تحريك عجلة الاقتصاد، دون أن تتحول لاحقاً إلى عبء يرهق كاهل النظام المالى.
شخصية متماسكة، واثقة، قادرة على المواجهة بوعى ونضج فى تناوله للاقتراض الخارجى، يرى أنه رغم تعقيداته، يمكن التعامل معه بقدر من التوازن والانضباط، لكنه فى الوقت ذاته يذهب إلى ما هو أبعد من مجرد الاقتراض، مشددا على أن التوسع فى عقد شراكات استثمارية احترافية، يمثل بديلاً أكثر استدامة وجدوى من الاتجاه نحو بيع الأصول الوطنية، فالشراكة، فى نظره، تعنى الحفاظ على الملكية، والاستفادة من الخبرات، وجذب رؤوس الأموال.
بوضوح يتحدث فى ملف السياسة المالية، حيث يقدم رؤية، مستنداً إلى أن مرونة السياسات، إذا ما تمت، تُصبح أداة فعالة لتحفيز النمو وتحقيق التحول الاقتصادى، فمن خلالها تبنى إجراءات مالية مرنة، تهدف الدولة إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات النوعية، عبر إزالة العقبات التى تعترض طريق المستثمرين، وكذلك الإعفاءات الضريبية، التى تعزز تنافسية السوق وتفتح آفاقاً جديدة للإنتاج، مع العمل على ضم الاقتصاد غير الرسمى للمنظومة الرسمية، مع تقديم دعم كامل، وتخفيف العبء الضريبى.
< ماذا ترى فى ملف الاستثمار الأجنبى المباشر وزيادة قيمته؟
- ابتسامة ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا: «إنه فى ظل تصاعد المنافسة العالمية المحمومة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، باتت الدول تسابق الزمن لتوفير بيئة استثمارية أكثر جاذبية ومرونة، وقد دفع هذا الصراع الاقتصادى العديد من الحكومات إلى تبنى حزم من التيسيرات، شملت إزالة العقبات الإجرائية، وتقديم حوافز مالية وضريبية مغرية، على رأسها الإعفاءات الضريبية المدروسة، التى تراعى تحقيق التوازن بين جذب المستثمرين والحفاظ على موارد الدولة، ولم تقتصر هذه الجهود على الإجراءات فقط، بل امتدت إلى دراسة التجارب الدولية الناجحة وتحليل نماذجها المتقدمة، بهدف استنساخ ما يتناسب مع السياق المحلى وتطبيقه بفاعلية، وفى هذا الإطار، يشكل التوسع فى إنشاء وتطوير المناطق الاقتصادية الحرة إحدى الأدوات المحورية فى هذا التوجه، لما لها من قدرة على استقطاب الاستثمارات النوعية، وتوفير بيئة تنافسية».
حصيلة تجاربه الطويلة ساهمت فى صقل خبراته، يتبين ذلك فى تناوله لبرنامج الطروحات الحكومية، يعتبر أن الحكومة اتخذت مسار المستثمر الاستراتيجى، بسبب الحاجة إلى توفير الدولار، ومع تحقيق جزء من الحصيلة الدولارية، كانت العودة مرة أخرى للطرح بالبورصة، خاصة أن البورصة أفضل وسيلة للتمويل والاستثمار، بالإضافة إلى أن السوق مؤهل لاستقبال الطروحات فى ظل توافر السيولة، والقدرة على استقطاب مستثمرين وشرائح جديدة، وكل ذلك يصب فى مصلحة السوق، وعمقه، وهذا يتحقق بمزيد من الطروحات العملاقة، وبحد أدنى 6 طروحات فى العام، وكذلك ضرورة العمل على حسم ضريبة الأرباح الرأسمالية.
< إذاً ماذا عن المستهدفات المستقبلية للشركة؟
- علامات ارتياح ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا: «إنه بالجهود المبذولة مع مجلس إدارة الشركة والتنسيق نجحت الشركة فى تحقيق استراتيجية عام 2024، بنمو فى الأرباح بنحو 25%، كما تسعى الشركة باستكمال خطة تعزيز ريادتها باستهداف 3 محاور رئيسية، تتمثل فى التحديث المستمر فى البنية التكنولوجية، وتقديم التحول الرقمى بصورته الكاملة، مع تقديم منتجات مستحدثة للعملاء مع العمل على تعزيز الحصص السوقية عبر الانتشار الأكبر، وكذلك مضاعفة رأس المال».
السيرة العطرة تفتح الأبواب، وتُلهِم الثقة، وتمنح لصاحبها قوة لا تُرى لكنها تشعر، وهو ما يمنحه التميز، حريص على دفع أولاده إلى الاستثمار فى النفس، والتعلم، وتحقيق الرضا عن النفس، لكن يظل شغله الشاغل تعزيز ريادة الشركة فى السوق مع مجلس الإدارة.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟