رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

عاصفة الإسكندرية.. دعاء نبوي يكفيك شر العواصف والكوارث

بوابة الوفد الإلكترونية

في مشهد غير مألوف خلال فصل الربيع، تعرضت محافظة الإسكندرية، مساء الجمعة، لعاصفة جوية مفاجئة أثارت الذعر بين سكان المدينة الساحلية، بعدما هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وتساقط نادر للثلوج، لتبدو المدينة وكأنها عادت إلى طقس يناير القارس.

عاصفة الأسكندرية

وقد تسببت العاصفة في إغلاق عدد من الطرق الرئيسية، خاصة في المناطق الشرقية من المحافظة، كما تداول المواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي مشاهد توثق شدّة الرياح وغزارة الأمطار، وسط أصوات الرعد القوي الذي هز أرجاء المدينة، هذا الحدث الجوي النادر خلال شهر مايو أعاد إلى الأذهان أحاديث نبوية وأدعية مأثورة كان يتضرع بها المسلمون زمن المخاوف والكوارث.

دعاء من السنة وقت الفزع: "هو الله، الله ربي لا شريك له"

عند وقوع الكوارث أو عند الشعور بالخوف، يهرع كثير من المسلمين إلى الدعاء، اقتداءً بالنبي محمد ﷺ، الذي ورد عنه أنه كان يقول في لحظات الفزع: "هو الله، الله ربي لا شريك له"، وهو دعاء موجز مكوّن من سبع كلمات فقط، لكنه يحمل في طياته معاني التوكل والتسليم لله، حسب ما أوضحته دار الإفتاء المصرية في بيان لها اليوم.

وأشارت الدار إلى أن هذا الدعاء ورد في عدد من الروايات المأثورة عن الصحابة، وكان يُقال في أوقات الفزع والرهبة، سواء بسبب الكوارث الطبيعية أو غيرها، وهو ما يعكس تعلق القلب بالله في اللحظات الحرجة.

منهج السلف الصالح عند العواصف والزلازل: الصلاة والدعاء

أوضحت دار الإفتاء أن العودة إلى الله بالدعاء والصلاة عند وقوع الكوارث أمر مأثور عن السلف الصالح، حيث روى الإمام الكاساني في كتابه «بدائع الصنائع» أن الصلاة والدعاء مستحبان عند حدوث الزلازل والعواصف الظاهرة. كما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنه صلى لله تعالى عندما وقع زلزال في البصرة، تعبيرًا عن التضرع والتوبة.

ونقل الخطيب الشربيني عن ابن المقري أن من السنة أن يلزم الناس بيوتهم ويتجهوا إلى الدعاء عند حدوث الرياح العنيفة أو الصواعق أو الزلازل، مخافة أن يكون ذلك إنذارًا من الله سبحانه وتعالى، وذكر الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم، أن النبي ﷺ كان إذا هبّت الريح يقول:

"اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به".

الكوارث الطبيعية في القرآن والسنة: تذكير ورحمة

وتذكر دار الإفتاء أن الزلازل والعواصف ورد ذكرها في القرآن الكريم كأحداث كونية تهدف إلى تذكير الناس بقوة الله وضرورة التوبة والرجوع إليه، كما في قوله تعالى:﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ [سورة الزلزلة: 1].

وقد نقلت كتب السير أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما حدث زلزال في عهده، قال للناس: "ما اهتزت الأرض إلا لأمر أحدثتموه، فإن عادت لا أساكنكم فيها"، مشيرًا إلى أن هذه الظواهر قد تكون رسائل إلهية تدعو الناس إلى مراجعة أعمالهم وتصحيح مسار حياتهم.

أدعية مأثورة لدفع البلاء والكوارث

كما نشرت دار الإفتاء أدعية نبوية أخرى يُستحب ترديدها عند حدوث مثل هذه الظواهر، منها:

"اللهم إنك أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، نحن عبيدك بنو عبيدك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك."

"اللهم ادفع عنا البلاء، والزلازل، والبراكين، والعواصف، واحفظ المسلمين في كل مكان، اللهم اجعل الجنة هي دارنا ومثوانا، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا."

وفي ظل التقلبات المناخية التي تشهدها مصر مؤخرًا، تعود هذه الأدعية النبوية لتذكر المسلمين بأن الدعاء والعودة إلى الله هما السلاح الأقوى في مواجهة الخوف والقلق، وأن الكوارث – مهما عظمت – لا تخرج عن إرادة الله وحكمته.