مُفتي الجمهورية يشهد تكريم مهيب لحفَظة القرآن في «أم الزين»

في مشهد مهيب يعبّر عن مكانة كتاب الله في قلوب المصريين، شهدت قرية "أم الزين" التابعة لمركز الزقازيق احتفالية كبرى لتكريم حفظة القرآن الكريم، نظمتها مؤسسة الحاج عبد العزيز الغرباوي الخيرية، بحضور الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، وعدد من القيادات التنفيذية والدينية والشعبية.
حضر الاحتفالية عدد من كبار المسؤولين بالمحافظة، من بينهم محمد نعمة كُجَك السكرتير العام المساعد، والعميد رياض الرماح المستشار العسكري، والدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف، وشعبان أبو الفتوح رئيس مركز الزقازيق، إلى جانب أحمد الغرباوي رئيس مجلس إدارة المؤسسة المنظمة للاحتفالية، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وجمع غفير من أهالي القرية والقرى المجاورة.
افتُتحت فعاليات الحفل بكلمة ألقاها أحمد الغرباوي رئيس مجلس إدارة المؤسسة، رحّب فيها بالحضور وعبّر عن سعادته بتشريف مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية للاحتفالية، مؤكدًا استمرار دور الجمعية في رعاية أهل القرآن ودعمهم، وحرصها على تشجيع النشء على حفظ كتاب الله والعمل بتعاليمه.
من جانبه، أعرب محافظ الشرقية عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الإيماني، موجهًا التهنئة لأبناء القرية من حفظة القرآن الكريم، قائلاً: "هنيئًا لكم يا من حباكم الله بشرف حفظ كتابه، وجعلكم من أهله وخاصته".
كما حيّا المحافظ أولياء الأمور الذين اجتهدوا في غرس حب القرآن في نفوس أبنائهم، داعيًا إلى تنمية مهاراتهم وتوظيفها في المسابقات والمحافل الدينية داخل مصر وخارجها.
كما أشاد الأشموني بالدور الإنساني النبيل الذي تلعبه الجمعيات الأهلية، من خلال تنظيم فعاليات ومسابقات لحفظ القرآن الكريم، وتقديم حوافز معنوية ومادية للفائزين، مثل الجوائز المالية، وشهادات التقدير، ورحلات العمرة، معتبرًا ذلك امتدادًا لدور المجتمع المدني في دعم القيم الدينية والوطنية.
وفي كلمة مؤثرة، هنّأ مفتي الجمهورية الحضور بحلول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة واقتراب عيد الأضحى المبارك، مشيرًا إلى أن هذه الأيام هي من أحب الأيام إلى الله، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام".
وأضاف المفتي أن تكريم حفظة القرآن لا ينبغي أن يتوقف عند مجرد الحفظ، بل يجب أن يمتد إلى الفهم والتدبر والعمل بتعاليمه، خاصة في ظل التحديات الفكرية والأخلاقية التي تواجه الأجيال الجديدة، وتابع: "القرآن الكريم هو النور الذي يهدي الإنسان في ظلمات الفتن، وهو الحصن المنيع الذي يحفظ العقول والقلوب من الانحراف".
واستشهد المفتي بعدد من الآيات الكريمة التي تؤكد أهمية العمل بالقرآن، منها قوله تعالى: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، مؤكدًا أن حامل القرآن ينبغي أن يكون قدوة في الأخلاق والمعاملة والسلوك.
وختم كلمته بدعوة أولياء الأمور إلى التمسك بالقرآن كمنهج حياة في تربية أبنائهم، قائلاً: "عليكم بالقرآن، فهو الحافظ الحقيقي لهم، والمصدر الأول لبناء الشخصية المسلمة المعتدلة، التي تتسلح بالفضيلة، وتُحصَّن من الأفكار المتطرفة والانحرافات السلوكية".
شهدت ختام الاحتفالية لحظات مؤثرة، حيث قام مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية بتسليم الجوائز وشهادات التقدير للفائزين من حفظة القرآن الكريم، والتقاط الصور التذكارية معهم، في مشهد يعكس الدعم الرسمي والمعنوي الذي يحظى به أهل القرآن من الدولة.
كما تخللت الفعالية ابتهالات دينية بصوت المبتهل الشيخ إبراهيم السيد راشد، الذي أضفى على الأجواء روحانية خاصة نالت إعجاب الحضور، واختتمت الاحتفالية وسط دعوات بأن يحفظ الله مصر وشعبها، وأن يبارك في أبناءها من حفظة القرآن الكريم.