مفتي الجمهورية أدى صلاة الجمعة بقرية "أم الزين" بالشرقية

 شهدت قرية "أم الزين" التابعة لرئاسة مركز ومدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، اليوم، لحظات روحانية مميزة، حيث أدى فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، صلاة الجمعة بمسجد "الرحمة"، وسط حضور جماهيري واسع من أبناء القرية، وعدد من القيادات التنفيذية والدينية والشعبية.

 جاءت الزيارة ضمن جدول عمل المفتي بالمحافظة، الذي يتضمن تعزيز سبل التعاون المشترك، ونشر الفكر الوسطي المستنير، إلى جانب المشاركة في احتفالية تكريم حفظة القرآن الكريم التي تنظمها مؤسسة الغرباوي الخيرية، تقديرًا لما يحمله حفظة كتاب الله من مكانة في قلوب المسلمين، ودورهم في دعم القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع.

 وشارك في أداء الصلاة إلى جانب مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية كل من: محمد نعمه كجك السكرتير العام المساعد للمحافظة، والعميد رياض الرماح المستشار العسكري للمحافظة، والدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف، وشعبان أبو الفتوح رئيس مركز الزقازيق، والسيد شبانة مدير شؤون الإدارات بمديرية الأوقاف، وأحمد الغرباوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الغرباوي الخيرية، إلى جانب كوكبة من علماء الأزهر الشريف، وقيادات وزارة الأوقاف، ونواب البرلمان، ورجال الدين، وجموع من أهالي القرية.

 بدأت شعائر صلاة الجمعة بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ عبد الله محمد عزب، وسط خشوع المصلين الذين امتلأ بهم المسجد.

 وتناول خطيب الجمعة، الدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف، في خطبته الأولى، فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، مبينًا عظم منزلتها عند الله، وما ورد فيها من نصوص تحث على العبادة والطاعة، كالصيام والذكر وقراءة القرآن، داعيًا جموع المسلمين إلى اغتنام هذه الأيام المباركة بالتقرب إلى الله والتوبة والعمل الصالح.

 وفي الخطبة الثانية، وجه خطيب الجمعة تحذيرًا شديدًا من خطورة التعدي على النفس البشرية، مؤكدًا أن الانتحار أو قتل الآخرين من أعظم الذنوب التي نهى الله عنها، لما فيها من تعدٍّ صارخ على النفس التي كرّمها الله، ودعا بالرحمة لمن ضاقت بهم السبل، وحث المجتمع على التراحم والتكاتف.

 واختتم الخطبة بالدعاء لمصر وشعبها بأن يحفظهم الله من كل مكروه وسوء، وأن يديم عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

 وعقب الصلاة، توجه مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية إلى حضور الاحتفالية الكبرى التي تقيمها مؤسسة الغرباوي الخيرية لتكريم حفظة القرآن الكريم من أبناء قرية أم الزين، في إطار دعم وتشجيع الناشئة على التمسك بتعاليم الدين الحنيف، وإحياء روح التنافس في حفظ كتاب الله وتدبّره.

 ومن جانبه، أعرب محافظ الشرقية عن سعادته بهذه الزيارة التي تعكس اهتمام الدولة بالقرى والنجوع، مؤكدًا أن تشريف فضيلة المفتي لمحافظة الشرقية يحمل دلالة كبيرة على مكانة المحافظة دينيًا وعلميًا، لما تزخر به من علماء ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم.

 وأشار الأشموني إلى أن تكريم حفظة كتاب الله هو تكريم لمعاني الخير والحق، ورسالة تؤكد على أهمية الهوية الدينية في مواجهة التحديات الفكرية والسلوكية التي تستهدف شباب الأمة.

 كما ثمّن المحافظ الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ومؤسسات المجتمع المدني في نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع.

 زيارة مفتي الجمهورية لمحافظة الشرقية اليوم لم تكن مجرد مشاركة في صلاة جمعة أو احتفالية تكريم، بل حملت رسائل عميقة، أبرزها أهمية التكامل بين المؤسسات الدينية والتنفيذية لخدمة المواطن، وضرورة الاهتمام بالقرى كمراكز حيوية لتنشئة الأجيال الجديدة على القيم الإسلامية السمحة.

 وتواصل محافظة الشرقية، بقيادة المحافظ، جهودها في دعم الأنشطة الدينية والتوعوية والمجتمعية، إيمانًا بأن الاستثمار الحقيقي هو في بناء الإنسان، وهو ما يتوافق مع التوجهات العامة للدولة المصرية.