«رعشة حياة».. قصة إنقاذ بطولية لسيدة سقطت في ترعة بمنيا القمح

في لحظات فارقة، وبين صراع الحياة والموت، شهدت مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية واقعة إنسانية مؤثرة، حين نجحت فرق الإسعاف في إنقاذ سيدة خمسينية من الموت المحقق، بعدما سقطت في مياه ترعة مجاورة لمبنى المحكمة، في واحدة من المهام التي تجسد المعنى الحقيقي للبطولة والإخلاص في أداء الواجب.
بلاغ طارئ.. ودقائق تحدد المصير
«لم يكن مجرد بلاغ».. هكذا وصف المسعف محمود خيري محمد الموقف، عندما ورد نداء عبر جهاز اللاسلكي من غرفة عمليات إسعاف الشرقية، يُفيد بسقوط سيدة في مياه الترعة المجاورة لمحكمة منيا القمح، كانت كل ثانية تمر كأنها حياة كاملة، وكان لا بد من التحرك الفوري.
تحركت سيارة الإسعاف كود 1673 بسرعة، يقودها الفني تامر متولي محمد بثبات وخبرة، وسط الزحام وصوت الصافرات التي تشق الشوارع كناقوس خطر، محملة برجاء واحد: إنقاذ روح تقاوم الغرق.
الموقع.. مشهد صامت لكنه ينطق بالخطر
ما إن وصلت السيارة إلى موقع البلاغ، حتى وجد الفريق الطبي أنفسهم أمام مشهد مشحون بالقلق، جسد السيدة ملقى على جانب الترعة، هامد، لا نبض، لا تنفس، علم الفريق أن بعض الأهالي قاموا بانتشالها من المياه، وهو ما منحهم فرصة ثمينة للإنعاش.
في تلك اللحظات، ومع أنفاس المتجمهرين المحبوسة، تحرك المسعف محمود بخطى سريعة ولكن واثقة، مستندًا إلى الخبرة والتدريب المكثف، دون مجال للخوف أو التردد، بدأ على الفور في تنفيذ عملية الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، حيث توالت الضغطات بإيقاع مدروس، وكأن الزمن نفسه يخضع لوتيرة إنقاذ الحياة.
تناغم الفريق.. وإصرار لا يعرف التراجع
انضم إلى الفريق مشرف القطاع فرج محمد أحمد، ليعزز جهود الإنقاذ، في عمل جماعي دقيق، يستند إلى الاحتراف والتعاون، دورة إنعاش تتبعها أخرى، والقلوب تتعلق بإشارة واحدة تعني النجاة.
«وفي لحظة صمت ثقيل، رأينا رعشة.. خفيفة بالكاد تُرى، سرت في يدها»، هكذا وصف المسعف محمود المشهد المؤثر، لم تكن مجرد حركة عضلية، بل كانت بمثابة إعلان مقاومة من الجسد للحياة، ورسالة للفريق: «أنا هنا.. لا تستسلموا».
تلك الرعشة الصغيرة كانت كافية لإحياء الأمل، وتدفع الفريق لمواصلة العمل بكل طاقته، حيث تم نقل السيدة بحذر بالغ إلى سيارة الإسعاف، مع الاستمرار في مراقبة العلامات الحيوية وتقديم الرعاية الفورية أثناء التحرك بسرعة نحو مستشفى منيا القمح المركزي.
الوصول للمستشفى.. ونهاية رحلة الإنقاذ
عند وصول الفريق إلى قسم الاستقبال والطوارئ، تم تسليم الحالة إلى الطاقم الطبي في المستشفى، بعد أن استقرت بعض العلامات الحيوية الأساسية، كانت علامات الإرهاق واضحة على الفريق الطبي، لكن خلفها كان هناك شعور بالرضا والفخر، فقد أدوا مهمتهم على أكمل وجه، في وقت حاسم، أنقذوا فيه حياة إنسان.
رسالة من قلب الميدان
يقول المسعف محمود خيري: «نحن لسنا مجرد موظفين أو سائقين لسيارات إسعاف، نحن خط الدفاع الأول عن أرواح الناس، كل نداء قد يحمل حياة، وكل مهمة قد تكون الفارق بين النجاة والفقد، ما نراه في الميدان يوميًا لا يعرفه الكثيرون، لكنه يبقى محفورًا في قلوبنا، وتظل لحظة عودة الحياة، حتى في رعشة يد، هي مكافأتنا الكبرى».
دعم مجتمعي وإشادة بالجهود
من جهتها، أشادت هيئة الإسعاف المصرية بجهود الفريق الذي شارك في المهمة، مؤكدة استمرار العمل على رفع كفاءة المسعفين، ودعمهم نفسيًا ومهنيًا، تقديرًا لما يقدمونه من تضحيات في سبيل إنقاذ الأرواح، وسط تحديات وضغوط يومية لا يتصورها الكثيرون.
- منيا القمح بمحافظة الشرقية
- موقع البلاغ
- جهاز اللاسلكي
- إنسانية مؤثرة
- غرفة عمليات
- محافظة الشرقية
- منيا القمح
- مياه ترعة
- الطوارئ
- إسعاف الشرقية
- الاستقبال والطوارئ
- الموت المحقق
- الفريق الطبي
- سيارة الإسعاف
- قسم الإستقبال والطوارئ
- التحرك الفوري
- فرق الإسعاف
- التدريب المكثف
- مواصلة العمل
- خط الدفاع
- قسم الاستقبال
- غرفة عمليات إسعاف الشرقية