رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

صواريخ

تصاعد الغضب الدولى بسبب الأزمة الإنسانية التى يعيشها الفلسطينيون فى غزة على مدار حوالى عامين، مارس فيها الاحتلال الإسرائيلى شتى أشكال حروب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى من خلال استهداف وقتل عشرات الآلاف الأطفال والنساء، وبعد أن انتهى من تدمير المدينة بكاملها وتحويلها إلى ركام، انتهج سياسة جديدة فى عملية التطهير العرقى وهى عملية تجويع الشعب بكامله من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتابع العالم المشاهد اللاإنسانية المروعة لمحاصرة شعب بكامله وتجويعه واقتتال الأطفال على لقيمات أو شربة ماء، وجميعها مشاهد استفزت الضمير الإنسانى ودفعت كثيرين للتعاطف مع الشعب الفلسطينى فى مواجهة العنصرية الصهيونية التى فاقت بمراحل حروب النازية، وهو ما دفع شاب أمريكى قبل أيام لإطلاق الرصاص على موظفين من السفارة الإسرائيلية بواشنطن وقتلهما، وكشفت التحقيقات عن أن الشاب ليس له ميول إسلامية أو أصول عربية، وأن الدافع الوحيد كما ذكر هو قيام إسرائيل بقتل أكثر من خمسين ألف طفل وسيدة وممارسة سياسة التجويع والتطهير العرقى على هذا الشعب.

بوادر الصحوة العالمية تجاه القضية الفلسطينية تظهر بجلاء الآن فى تحولات الموقف الأوروبى وإعلان دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وكندا أنهم سوف يعلنون الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الأشهر القادمة على غرار ما فعلته أسبانيا والنرويج وأيرلندا وعدد كبير من دول العالم وأيضًا الحد من العلاقات مع إسرائيل.. وقبل أيام أعلن وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى أمام البرلمان البريطانى توجيه تحذير واضح إلى إسرائيل بوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن نتنياهو يتسبب فى عزلة إسرائيل دوليًا، كما أعلن عن تعليق المفاوضات مع حكومة نيتنياهو وإعادة النظر فى التعاون معها بسبب انتهاك القانون الدولى وحقوق الشعب الفلسطينيى، وأكد وزير الخارجية البريطانى وقف بيع صفقات الأسلحة إلى إسرائيل وفرض عقوبات على 7 كيانات إسرائيلية، وهذا التحول البريطانى تحديدًا يؤكد أن العالم قد ضج بالجرائم الإسرائيلية الوحشية والفجة والتى شكلت أقصى نماذج الإبادة الجماعية والعنصرية والتطهير العرقى، التى لم تعرفها البشرية من قبل، وإذا كانت المؤسسات الدولية قد عجزت عن وقف المذابح والإبادة فى غزة، فإن الضمير الإنسانى بات عاجزًا عن الصمت فى مواجهة هذه العنصرية المقيتة.

الحقيقة أن حكومة اليمين المتطرف التى يقودها نتنياهو، والوحشية الإسرائيلية فى حقد الشعب الفلسطينى، قد استفزت مشاعر العالم أجمع، ودفعت كثيرًا من الحكومات لتغيير مواقفها تجاه الكيان الصهيونى الفاشى، خاصة وأن كثيرًا من الكتاب والمثقفين والنخب السياسية فى دول الغرب قد خرجت عن صمتها بدافع إنسانى ومن وازع ضمائرها بسبب الجرائم الفجة والمقززة التى ارتكبها جيش الاحتلال، إلى حد أن هذه الجرائم باتت تشكل خطرًا على مستقبل إسرائيل نفسها، كما أكد الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان فى حواره مع الزميلة إنجى عبدالوهاب للمصرى اليوم، عندما قال إن بايدن وترامب مثل نتنياهو وجالانت مجرمو حرب، وأن الولايات المتحدة الأمريكية هى المسئول الأول عن عدم استقرار الشرق الأوسط وسبب دمار العراق وسوريا ويلبيا ولبنان وأفغانستان، وأكد الكاتب هدجز أن الرئيس عبدالفتاح السيسى محق فى أن التطبيع مع إسرائيل لن ينجح طالما استمر تجريد الفلسطينيين من حقوقهم والحل الوحيد هو قيام الدولة الفلسطينية.. هذه الصحوة العالمية على مستوى الشعوب والحكومات والنخب يجب أن يستغلها الفلسطينيون على شتى المستويات لإعلان دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية.

حفظ الله مصر