رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

جمعة: الحج ليس عبادة فقط.. بل ولادة ثانية

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، خطبة مؤثرة بعنوان: "الحج.. بداية لصفحة جديدة مع الله"، بيَّن فيها المقصد الحقيقي من فريضة الحج، مؤكدًا أن الرحلة المباركة إلى بيت الله الحرام ليست مجرد انتقال مكاني، بل هي انتقال روحي وقلبي نحو الله، وتجديد للعهد معه سبحانه وتعالى.

عبادة لا ترفيه
أكد الدكتور علي جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن رحلة الحج رحلة عبادة خالصة، لا مجال فيها للترف أو الترفيه، مشددًا على أنها تجربة يتجرد فيها المسلم من مظاهر الدنيا، ليكون في حضرة ربه، متجردًا من كل شهوة، مقبلًا بكل قلبه على الله، يردد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".

 إنها لحظة إعلان للتوحيد أمام العالمين، وتطهير للقلب من كل ما يشوبه، ليحل فيه نور الله وتجلياته.

تجديد الإيمان وتغيير الحال
أوضح فضيلة المفتي أن النبي محمدًا ﷺ دعا الأمة إلى تجديد الإيمان، قائلًا: "جددوا إيمانكم، قولوا لا إله إلا الله". وأشار إلى أن الحج يُعد فرصةً فريدةً للعودة الصادقة إلى الله، وللبدء من جديد، لأن الله تعالى يغفر فيه الذنوب جميعًا، ويعود الحاج كما ولدته أمه، خاليًا من الأوزار، نقيّ القلب والنية.

شمول العبادات في الحج
لفت الدكتور جمعة إلى أن الحج جامعٌ للعبادات كلها، فهو يحتوي على الشهادتين، والصلاة، والإنفاق، والصيام، والكفارات، والنذور، إلى جانب أعمال مخصوصة مثل الطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، ورمي الجمار، والإحرام. ولهذا استحق أن يُطلق عليه "الحج الأكبر"، لما فيه من عمق وتجرد وارتقاء روحي.

الحج دعوة لتغيير النفس والمجتمع
اختتم الدكتور علي جمعة خطبته بتأكيد أن الحج ليس هدفه فقط إتمام مناسكه، بل أن يعود الحاج وقد تغير حاله إلى الأفضل، مُستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]. فالتحول الحقيقي يبدأ من الداخل، من نية صادقة وتوبة نصوح.

ودعا الحجاج إلى استشعار النداء الإلهي، وأن يطلبوا من الله القبول، وألا يكونوا من أولئك الذين يُرد عليهم حجهم، بل أن يكونوا من الذين يُقال لهم في الملأ الأعلى: "لبيك وسعديك".