جمعة: الحج يغفر الذنوب حتى ترك الصلاة.. ولكن بشروط

مع اقتراب موسم الحج لعام 2025، تزداد التساؤلات الفقهية المرتبطة بهذه الفريضة المباركة، خاصةً فيما يتعلق بتأثيرها على الذنوب والمعاصي الكبرى، ومنها ترك الصلاة وارتكاب الكبائر، وبينما يستعد آلاف الحجاج لزيارة بيت الله الحرام، تبرز قضية جوهرية تشغل أذهان كثيرين: هل يغفر الحج لتارك الصلاة ومرتكب الكبائر؟
الحج يغفر الذنوب حتى ترك الصلاة.. ولكن بشروط
في هذا السياق، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الحج يمحو جميع الذنوب، بما فيها ترك الصلاة، مؤكدًا على ضرورة أن يبدأ العبد صفحة جديدة بعد أداء الفريضة.
وقال جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، إن تارك الصلاة بعد أداء الحج يجب أن يقضي ما فاته من الفرائض، مشيرًا إلى أن الأئمة الأربعة قد اتفقوا على هذا الحكم.
وأضاف: "من رجع من الحج، فعليه أن يستغل تلك اللحظة الروحية النادرة، ولا يعود لترك الصلاة أو الذنوب مجددًا، لأن الاستهانة بعفو الله يُعد استخفافًا بجلاله وبشريعة الإسلام".
وأكد أن المغفرة مشروطة بالإقلاع عن المعصية والنية الصادقة في عدم العودة إليها، مشيرًا إلى أن من يعود إلى ارتكاب الذنوب بعد الحج، فقد خسر فرصة عظيمة للغفران.
ذنوب لا يغفرها الحج.. ماذا قالت دينا أبوالخير؟
ومن جانبها، علقت الداعية الإسلامية الدكتورة دينا أبوالخير على مسألة مغفرة الذنوب في الحج، مشيرة إلى أن هناك فرقًا بين الذنوب الصغيرة والكبائر، وأن الحجاج بالفعل يعودون من الحج «كيوم ولدتهم أمهاتهم»، ولكن هذا لا يشمل كل أنواع المعاصي.
وأوضحت أن بعض العلماء يرون أن الحج لا يُكفّر الكبائر، مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر».
في المقابل، هناك رأي آخر يقول إن الحج يُغفر به جميع الذنوب حتى الكبائر، مستدلين بالحديث الشريف: «من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه».
لكنها شددت في ختام حديثها على أن من يرتكب كبيرة، فعليه أن يتوب توبة نصوحًا، ويرد المظالم إلى أهلها، مؤكدة أن الظلم من أعظم الذنوب التي تُحاسب يوم القيامة، ولا ينبغي للحاج أن يقف على عتبات بيت الله وهو مُصر على معصية لم يتب منها.