رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

انطلقت اليوم من بغداد القمة 34 تحت شعار «حوار وتضامن وتنمية»، لبحث القضايا الملِّحة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وأزمات سوريا والسودان وليبيا.

ورغم أن الأحداث التى تمر بها المنطقة العربية ساخنة، بل وقد تعصف بمستقبل بعض البلدان العربية، فإن القمة لم يحضرها سوى 6 رؤساء فقط، وغاب عن الحضور غالبية ملوك ورؤساء دول أخرى.. وكأن القضايا العربية لا تشغلهم.

لم يحضر من القادة العرب سوى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وأمير قطر تميم بن حمد آل ثان، إضافة إلى رؤساء الصومال واليمن وجيبوتى وفلسطين، وغاب عن القمة رؤساء الجزائر وتونس وسوريا ولبنان ورئيس مجلس الرئاسة الليبى وملكا المغرب والأردن، إضافة إلى قادة دول الخليج باستثناء قطر.

لا يخفى على أحد أن القضية الفلسطينية قد تُمحى من الوجود بعد إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لإسرائيل لإبادة أكثر من 2 مليون فلسطينى ولم يعد أمامهم سوى التهجير القسرى أو الموت.

ولأن الموقف العربى متخاذل تجاه الفلسطينيين، فإن التاريخ سيذكر أن الدول العربية عجزت عن عقد قمة وقف الإبادة الممنهجة للشعب الفلسطينى وتهجير 2 مليون فلسطينى إلى ليبيا.

من المحزن أن الرئيس الأمريكى ترامب حصد تريليونات بعض بلدان الخليج وقبل أن يعود إلى واشنطن سمح لإسرائيل ببدء عمليات برية وجوية تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل ليبيد القضية ويمحوها من الوجود.

فالولايات المتحدة هى الداعم الأكبر لإسرائيل وتمدها بأكثر من 30 مليار دولار سنوياً فى صورة أسلحة دمار شامل وقنابل عنقودية وغيرها من العتاد.

لقد تركت الولايات المتحدة لإسرائيل الاعتداء على اليمن وسوريا ولبنان ومن قبلها فلسطين، لتصول وتجول هنا وتقتل هناك ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط.. كل هذا يحدث ويقابله صمت عربى موحد؛ لأن القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا لا ترى فى العرب إلا هدفاً لابتزاز الأموال، وهذا ما أكدته زيارة «ترامب» منذ أيام.

ولا شك أن غياب المشروع العربى الموحد أدى إلى ضعف العرب فى مواجهة تل أبيب.

وكالعادة جاء البيان الختامى لقمة بغداد، ولم يختلف كثيراً عما سبقه من بيانات، وأبرزها الدعوة إلى الوقف الفورى للعدوان على غزة، ورفض الاعتداءات المتكررة على سوريا ولبنان، كما تضمن البيان دعم وحدة أراضى سوريا ورفض أى تدخل خارجى فى شئونها.

كما أكد دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، ودعا البيان إلى حل سياسى عاجل فى السودان، وإنشاء مراكز عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة، وتأسيس غرفة تنسيق أمنى عربية، بالإضافة إلى مجلس تعاون اقتصادى لتعزيز التكامل العربى.

ومن هنا يتضح أنه لو عقد العرب ألف قمة وقمة، فلن يجدَّ جديدٌ؛ لأنهم اتفقوا على ألا يتفقوا.. ونذكر هنا عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين حينما قال: «لغتنا العربية يسرٌ لا عسرٌ»، وها نحن نُشهد الزمن الذى أصبحت فيه «قمتنا العربية عُسرٌ لا يسرٌ».