رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

من الفول للحمة.. كيف تحقق التوازن في بيتك؟

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الفضيلة عند أهل العلم تُعرف بأنها وسطٌ بين رذيلتين، ومن ثم فإن الدعوة إلى الوسطية في مختلف جوانب الحياة هي في حقيقتها دعوة إلى الفضيلة

وضرب لاشين مثالًا تطبيقيًا على هذه الوسطية، وهو الاعتدال في الإنفاق.

الاعتدال في الإنفاق.. منهج قرآني

 

استشهد لاشين بآيات من القرآن الكريم توضّح هذا المنهج، حيث قال الله تعالى:
"يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" [الأعراف: 31]،
كما قال سبحانه:
"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً" [الإسراء: 29].

وأضاف أن الله تعالى نهى عن التبذير في قوله:
"ولا تبذر تبذيرًا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورًا" [الإسراء: 26-27]،
وأشار إلى وصف القرآن للمنفقين المعتدلين:
"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا" [الفرقان: 67].

هل الإسراف في الخير إسرافٌ مذموم؟

أثار  لاشين نقطة مهمة، وهي: هل الإسراف في فعل الخير يُعدّ إسرافًا خارجًا عن الوسطية؟ وأوضح أن العلماء اختلفوا في ذلك:

الرأي الأول يرى أن الإنفاق بسخاء في أبواب الخير لا يُعدّ إسرافًا، مستدلًا بما فعله الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين أنفق ماله كله في إحدى الغزوات، وأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.

الرأي الثاني – والذي يرجحه الدكتور عطية – يعتبر أن الإنفاق الزائد ولو في الطاعات قد يدخل ضمن الإسراف المنهي عنه، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم حين نهى أحد الصحابة عن التوصية بماله كله، وقال:
"إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس" [رواه البخاري].

الاعتدال في الإنفاق بين الزوجين

تحدث الدكتور عطية أيضًا عن مسألة مهمة تمس البيوت المسلمة، وهي كيفية تحديد نفقة الزوج على زوجته، خاصة إذا كان هناك تفاوت في المستوى المادي بين الطرفين.

وأشار إلى ثلاثة آراء بين العلماء:

من يرى أن النفقة تُحدد بحسب حال الزوج، مستدلًا بقوله تعالى:
"لينفق ذو سعةٍ من سعته ومن قُدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله" [الطلاق: 7].

من يرى أن النفقة تُحدد حسب حال الزوجة، لكن هذا فيه ظلم للزوج، خاصة إذا كانت الزوجة نشأت في بيتٍ غني.

الرأي الوسط – الذي يرجحه الدكتور عطية – يرى أن النفقة تُحدد باعتبار حال الزوجين معًا، وأن هذا هو الأقرب للعدل والإنصاف.

رسالة للزوج في إنفاقه على بيته

اختتم الدكتور عطية حديثه بنصيحة عملية للزوجين، قائلًا: لا إسراف ولا تقتير، فلا يُطعم أسرته لحومًا وبروتينًا يوميًا فيكون مسرفًا، ولا يجعل طعامهم الدائم الفول والعدس فيملّوا ويضجروا. بل يكون متوسطًا بين هذا وذاك، بحسب استطاعته، لأن الله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، خاصة إذا كان أهل الزوجة على علم بحاله المالي وقت الخطبة.