دواء جديد يعالج ارتفاع ضغط الدم في دقائق..(تفاصيل)

دواء جديد.. في إنجاز طبي قد يُحدث تحولاً كبيرًا في علاج ارتفاع ضغط الدم، توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو إلى نتائج مبشرة تشير إلى أن علاجًا تجريبيًا جديدًا، يُعرف باسم "لوروندروستات"، قد يكون فعالًا بشكل لافت في خفض ضغط الدم الانقباضي، وخاصة لدى المرضى الذين لم تنجح معهم العلاجات التقليدية.
وشملت التجربة السريرية التي أجريت بالتعاون مع مركز تنسيق الأبحاث السريرية في "كليفلاند كلينيك"، 285 مشاركًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج.
وأظهرت النتائج أن من تلقوا العلاج الجديد سجلوا انخفاضًا في ضغط الدم الانقباضي بمعدل 15 نقطة خلال أسابيع، مقارنة بـ7 نقاط فقط في المجموعة التي تلقت علاجًا وهميًا، ويُعد هذا الفارق دلالة قوية على فعالية الدواء التجريبي.
آلية العمل: استهداف الألدوستيرون
يرتكز الدواء الجديد على تعطيل إنتاج هرمون الألدوستيرون، وهو هرمون يُعرف بدوره المحوري في تنظيم ضغط الدم وتوازن الأملاح في الجسم. وعندما يختل هذا التوازن، يُسهم في ارتفاع ضغط الدم بطريقة يصعب علاجها باستخدام الأدوية التقليدية.
الدكتور مايكل ويلكينسون، أحد المشاركين في إعداد الدراسة، أوضح أن البحث ركز تحديدًا على معالجة هذا الخلل الهرموني، معتبرًا أن العديد من حالات ارتفاع ضغط الدم المقاوم تعود إلى مشكلات غير مكتشفة في تنظيم الألدوستيرون.
على مدار 12 أسبوعًا، تلقى جميع المشاركين دواءً قياسيًا لضغط الدم، بينما أُضيف لوروندروستات إلى بروتوكول العلاج لدى 190 مشاركًا، وتناول 95 مشاركًا علاجًا وهميًا للمقارنة.
وخلال الأسابيع الثلاثة الأولى، تم تثبيت الجرعات للتأكد من دقة المقارنة، قبل إدخال العلاج التجريبي.
ومع أن بعض المرضى ظل ضغطهم مرتفعًا في نهاية التجربة، فإن الباحثين عبّروا عن تفاؤلهم بالنتائج، خاصة وأن جميع المشاركين كانوا يعانون سابقًا من فشل في تحقيق خفض ملحوظ في ضغط الدم باستخدام العلاجات المتاحة.
خطوة أولى نحو علاج فعال ومخصص
أشار الفريق الطبي إلى أن المرحلة المقبلة من التجارب ستركز على اختبار الدواء لدى مجموعة سكانية أوسع وأكثر تنوعًا من حيث العرق والجنس والحالات الصحية.
ويأمل الباحثون أن يُثبت لوروندروستات نفسه كخيار علاجي موثوق للمرضى الذين لم يجدوا بعد دواءً فعّالًا.
وسط تفشي أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم على مستوى العالم، تمثل هذه التجربة بارقة أمل جديدة قد تُسهم في تقليل معدلات الوفيات وتحسين نوعية الحياة لملايين المرضى.