فوائد صحية أخرى لدواء إنقاص الوزن لا تعرفها

دواء إنقاص الوزن .. بينما يُروج لعقاقير إنقاص الوزن عادة باعتبارها وسائل لتحسين المظهر أو خفض مؤشر كتلة الجسم، تشير بيانات طبية جديدة إلى أن عقار ويجوفي (Wegovy)، الذي يحتوي على مادة سيماجلوتيد، قد يوفر حماية حيوية لصحة القلب حتى قبل أن يبدأ المستخدمون في خسارة الوزن فعليًا. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، لا يغير هذا الاكتشاف المفاجئ فقط نظرة الأطباء إلى استخدام الدواء، بل ويمنح الأمل لملايين من مرضى القلب المعرضين لمضاعفات خطيرة.

فوائد قلبية سريعة ومبكرة

في تجربة سريرية ضخمة شملت أكثر من 17 ألف شخص ممن يعانون من السمنة وأمراض القلب، وُجد أن استخدام العقار أدى إلى خفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة المرتبطة بالقلب بنسبة تصل إلى 37% خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العلاج. أما بعد ستة أشهر، فقد ازدادت الفوائد بشكل ملحوظ، وانخفضت نسبة الوفاة بسبب أمراض القلب إلى النصف، كما تراجعت الحاجة للعلاج العاجل لفشل القلب.

اللافت أن هذه النتائج الإيجابية ظهرت حتى قبل أن يحقق المرضى فقدانًا سريريًا كبيرًا في الوزن، ما يدل على أن مفعول الدواء لا يعتمد فقط على تقليل الكتلة الجسمانية، بل له تأثيرات مستقلة وفورية على نظام القلب والأوعية الدموية.

ما وراء الوزن: آليات الحماية

تشير التفسيرات الأولية إلى أن المادة الفعالة في العقار قد تُحدث تأثيرات مباشرة على القلب، إلى جانب خفض الالتهابات، وتنظيم مستويات السكر والضغط، وربما تعديل العادات الغذائية في المراحل المبكرة من العلاج. يقول الدكتور خورخي بلوتزكي، رئيس قسم أمراض القلب الوقائية في جامعة هارفارد: "هذه النتائج تكشف عن فوائد مبكرة وقوية لا تعتمد بالضرورة على فقدان الوزن، وتؤكد دور السيماجلوتيد في حماية القلب".

دعوة إلى التدخل العلاجي المبكر

البروفيسورة دونا رايان، من مركز بينينجتون الطبي في الولايات المتحدة، ترى أن هذه النتائج تمثل نقلة نوعية في مفهوم الوقاية القلبية. "يجب ألا ننتظر ظهور نتائج فقدان الوزن أو الوصول إلى الجرعات القصوى من العقار كي نبدأ العلاج"، كما قالت، مؤكدة أن حماية القلب تبدأ تقريبًا على الفور بعد بدء استخدام الدواء. وأضافت: "يجب أن يكون تفسيرنا كأطباء واضحًا: لا مجال للتأجيل في حالات الخطر المرتفع".

هل يستخدم الدواء وقائيًا؟

رغم النتائج المشجعة، يشير الخبراء إلى أن استخدام العقار كدواء وقائي لمن لم يصابوا بأزمات قلبية بعد ما زال بحاجة إلى دراسات إضافية موسعة ومكلفة، لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن لهذا الدواء مستقبلًا واعدًا في الوقاية القلبية إلى جانب دوره في إدارة السمنة.

ولم يعد دواء ويجوفي، المتاح عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية والخدمات الطبية وسيلة فقط لإنقاص الوزن، بل كعلاج محتمل لإنقاذ الأرواح، وتقديم حماية مبكرة لقلوب أنهكتها الأمراض المزمنة.