عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حكم صيام العشر الأول من ذي الحجة.. فضل الأيام المباركة

بوابة الوفد الإلكترونية

مع اقتراب أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، والتي تُعد من أعظم الأيام عند الله تعالى، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي المتعلق بصيام هذه الأيام، مؤكدةً استحباب الصيام فيها، وبيّنت الأدلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشأن.

صيام التسع من ذي الحجة سنة نبوية ثابتة

أكدت دار الإفتاء أن صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة – أي من اليوم الأول إلى التاسع – من السنن المؤكدة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستشهدت بما جاء في سنن أبي داود عن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، والاثنين والخميس من كل أسبوع".

كما أوردت دار الإفتاء حديثًا آخر عن السيدة حفصة رضي الله عنها، رواه كل من الإمام أحمد، والنسائي، وابن حبان وصححه، قالت فيه:"أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صيام يوم عاشوراء، وصيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتا الفجر".

وهذه الروايات تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحرص على صيام هذه الأيام المباركة، ويحث عليها بفعله وتقريره.

الرد على حديث السيدة عائشة رضي الله عنها

 وحول ما ورد في صحيح مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط"، أوضحت دار الإفتاء أن هذا الحديث لا يدل على كراهة صيام العشر، ولا يتعارض مع الأحاديث السابقة. فقد بيَّن الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم أن هذا الحديث قد يُفهم على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربما لم يصمها في بعض الأحيان لعذر، كالسفر أو المرض، أو أن السيدة عائشة لم تكن على علم بصيامه لها، وهذا لا ينفي وقوع الصيام منه.

وأكد النووي أن صيام هذه الأيام، خاصة يوم عرفة، من السنن المستحبَّة بشدة، مستدلًا بما رواه الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه» – في إشارة إلى العشر الأوائل من ذي الحجة.

 

فضل يوم عرفة

وخصّت دار الإفتاء بالذكر يوم عرفة (اليوم التاسع من ذي الحجة)، الذي يُعد أفضل أيام هذه العشر، وأعظمها أجرًا، خاصةً لمن لم يكن حاجًا، إذ ورد في الحديث الصحيح أن صيام يوم عرفة: "يكفِّر السنة الماضية والسنة الباقية" – رواه مسلم.

 

الاجتهاد في العبادة والعمل الصالح

ودعت دار الإفتاء عموم المسلمين إلى الاجتهاد في العمل الصالح في هذه الأيام المباركة، سواء بالصيام، أو الذكر، أو الصدقة، أو الصلاة، أو برّ الوالدين، أو غيرها من القربات، مؤكدة أن العمل في هذه الأيام أحب إلى الله من العمل في غيرها.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بتجديد التذكير بفضل العشر الأول من ذي الحجة، وأنها فرصة عظيمة لا تُعوَّض، وعلى كل مسلم ومسلمة أن يغتنمها في التقرب إلى الله، طلبًا للثواب، واغتنامًا لموسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.