رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

جمعة: عبادة الله يجب أن تكون بالشوق لا بالمشقة

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير ورفع الحرج، وليس على التعسير والمشقة، مؤكدًا أن القاعدة الفقهية الراسخة "المشقة تجلب التيسير" تُعدّ أساسًا لفهم كثير من أحكام الدين.

وأوضح جمعة أن الناس قد ابتعدوا عن هذا الفهم في العصر الحديث، مما دفع بعضهم إلى التشدد على أنفسهم وتحميلها ما لا تُطيق، وهو أمر نهى عنه النبي محمد ﷺ، بل وحذّر منه بشكل صريح.

“لا تشددوا على أنفسكم”|

وساق فضيلته مثالًا مما ورد في السنة النبوية، حين وجد النبي ﷺ حبلاً منصوبًا في المسجد، فقال: «ما هذا؟» فقيل له: "هذا حبل وضعته زينب رضي الله عنها من أجل الصلاة، حتى إذا تعبت استندت عليه"، فأنكر ذلك وقال:"فليعبد أحدكم ربَّه طاقته؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا" [رواه البخاري].

وأكد الدكتور علي جمعة أن هذا الحديث يحمل دلالة واضحة على أن العبادة لا ينبغي أن تكون شاقة على النفس، وإنما يجب أن تؤدى في حدود الطاقة، وبروح الحب والشوق، لا بمجرد أداءٍ للواجب أو تخلّصٍ من التكليف.

العبادة التي تُثمر أثرها في القلب

وأضاف أن العبادة الحقيقية هي التي تثمر أثرًا في قلب الإنسان وسلوكه، مشيرًا إلى قوله تعالى:
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]، مبينًا أن الصلاة إذا أُديت على وجهها، نهت صاحبها عن الفواحش والمنكرات، وذكّرته بالله، واستقامت بها حياته.

أما من يؤدي العبادة على غير وجهها الصحيح، فغالبًا لا تظهر آثارها عليه، ويظل يخلط بين العمل الصالح والسيئ دون تمييز أو ثبات.

عبادة المحبين لا عبادة المكلّفين

وختم فضيلته بالتأكيد على أن الأصل في العبادة هو أن تُؤدى بمحبّة ورغبة، لا تحت ضغط الواجب أو الخوف وحده، مشيرًا إلى أن العبادة التي تنبع من الشوق إلى الله تترك في النفس أثرًا دائمًا، وتحوّل حياة الإنسان إلى سلوك مستقيم ونفس مطمئنة.