مسجد العباسي بمدينة رشيد معلم تاريخي يجمع بين الجمال والروحانية

في قلب مدينة رشيد، وعلى ضفاف نهر النيل، يقف مسجد العباسي كواحد من أروع التحف المعمارية الإسلامية التي تجسد التاريخ والعراقة، لم يكن مجرد مسجد للصلاة، بل كان قلعة للمجاهدين ضد الاحتلال البريطاني خلال حملة فريزر عام 1807م ، بين جمال العمارة الإسلامية وعظمة التاريخ النضالي، يروي هذا المسجد قصة إيمان وعزيمة لا تُنسى.
في مدينة رشيد، حيث يلتقي التاريخ بالعراقة، يقف مسجد العباسي شامخًا كأحد أبرز معالم المدينة الإسلامية، لم يكن مجرد مسجد للصلاة، بل كان مركزًا للجهاد ضد الاستعمار البريطاني أثناء حملة فريزر عام 1807م ، حيث اجتمع المجاهدون داخله قبل أن يحققوا نصرهم التاريخي.
تاريخ الإنشاء وسبب التسمية
بُني مسجد العباسي عام 1224هـ (1809م) على يد محمد بك الطبوزادة، ليكون إضافة رائعة للمعمار الإسلامي في المدينة، أما اسمه، فقد جاء نسبةً إلى السيد محمد العباسي، الذي دُفن في المسجد، مما زاد من مكانته الروحية بين أهل رشيد.
الطراز المعماري والمساحة
يتميز المسجد بتصميم يعكس الطابع الإسلامي الأصيل، حيث بُني باستخدام الطوب الرشيدي المنجور، وهو طوب صغير الحجم كان يُستخدم في بناء المساجد والبيوت القديمة.
ملامح معمارية بارزة:
مدخله يبرز قليلًا عن واجهة الضريح، ويحتوي على عقد ثلاثي، مزين بالزخارف الهندسية.
سقفه محمول على صفّين من العقود والأعمدة الرخامية، وهو بسيط من الداخل لكنه يحمل بعض آثار النقوش الملونة.
قبة المسجد التي تغطي الضريح تُظهر فن العمارة الإسلامية في الأقاليم المصرية خلال القرن التاسع عشر.
مئذنته المثمنة، وهي ذات طراز مشابه لمآذن مساجد رشيد الأخرى، تنتهي بعمود أسطواني تعلوه خوذة مخروطية.
يحتوي على باب خشبي مزخرف بحشوات من الصدف والسن، ويحمل توقيع صانعه.
الدور الديني والتاريخي
لم يكن مسجد العباسي مكانًا للصلاة فقط، بل كان مركزًا للثوار والمجاهدين خلال معركة رشيد ضد الاحتلال البريطاني، انطلقت من داخله صيحات المقاومة، مما جعله رمزًا للنضال الوطني.
أعمال الترميم والمحافظة عليه
بمرور السنوات، تعرض المسجد لعوامل التآكل والإهمال، لكن جهود الترميم شملت: إعادة تأهيل المئذنة والأسقف للحفاظ على متانتها، تنظيف الزخارف والنقوش التاريخية وإعادة إحياء التفاصيل الفنية، دعم الأعمدة الرخامية وترميم الضريح ليظل محتفظًا بجماله التراثي.
يبقى مسجد العباسي شاهدًا على عظمة رشيد في مواجهة الغزاة، ومثالًا رائعًا للعمارة الإسلامية التقليدية. إنه ليس مجرد مسجد، بل قطعة من التاريخ المصري، ومَعلم لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن أمجاد المدينة.






