خبراء: تراجع ترامب عن مخطط التهجير يؤكد قوة الرئيس السيسي
بذلت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي جهودًا مضنية لإجهاض مخططات تهجير أهل قطاع غزة، سواء كان ذلك طوعيًا أو قسريًا، وظهر ذلك جليًا في جميع اللقاءات التي شهدت نقاشات موسعة بشأن القضية الفلسطينية، حيث عبّر الرئيس السيسي منذ بداية الحرب الهمجية على الفلسطنيين، بأن فكرة التهجير بالنسبة لمصر "خط أحمر"، وهي الرؤية التي لاقت تأييدًا من جميع أطياف أبناء الشعب المصري.
وخلال الآونة الأخيرة تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مخططات من شأنها تهجيير أهل قطاع غزة من أرضهم، وهو ما قوبل بتصدي وحزم من الدولة المصرية، وعبّرت الدولة عن موقفها الثابت، والتأكيد على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
تراجع الرئيس الأمريكي عن مخطط تهجير أهل غزة:
في خضم ما يجري تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه، أمس، رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن، عن تصريحاته السابقة حول مقترح تهجير سكان قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه "لا أحد سيُطرد أحدًا من غزة"، مؤكدًا أن سكان غزة لن يُجبروا على مغادرة القطاع، وهو ما يعني التراجع عن مقترح كان يتضمن تهجير نحو مليوني فلسطيني.
أسباب الرجوع عن مخطط تهجير أهل غزة من القطاع:
اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن خطته بشأن تهجير أهل غزة من القطاع، وعلم أن الدولة المصرية لديها رئيس قوي صاحب قرار، خصوصًا أن قرار التهجير لم يوفق ولم يذهب إلى أمريكا، مشيرًا إلى أن ترامب تأكد أن الشعب المصري يقف خلف الرئيس السيسي، وداعمًا لدى ترامب.
الدولة المصرية عنصر مهم للاستقرار في المنطقة:
أوضح فرج، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن الأمريكان، لو كانوا يعلمون أن قرار رفض تهجير الفلسطينيين نابعًا من الرئيس فقط، كان سيكون هناك ضغوط، ولكن تأكدوا أن الشعب المصري وراء الرفض، ويؤيد الرئيس، موضحًا أن حديث الرئيس ترامب عن التهجير كان في الطائرة الرئاسية دون استشارة: البنتاجون "وزارة الدفاع الأمريكية، والـ"سي آي إيه"، ولو كان عرض عليهم الأمر، لكانوا أخبروه بعدم الاقتراب لمصر، لاسيما أن الدولة المصرية عنصر مهم للاستقرار في المنطقة.
الرئيس الأمريكي والضغوط الداخلية:
أفاد الخبير الاستراتيجي، أن الرئيس ترامب عندما جلس مع المسؤولين أخبروه بالخطأ في تصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين، مفيدًا أن الرئيس الأمريكي تعرض لضغوط داخلية من وزارة الدفاع الأمريكية والـ"سي آي إيه"، لأنهم مسؤولون عن العلاقات الخارجية الأمريكية، ولذلك تراجع في القرار بشأن تهجير أهل غزة.
تراجع ترامب عن خطة التهجير يؤكد نجاح القمة المصرية:
وكشف فرج أن تصريحات ترامب والتراجع عن خطة التهجير، تؤكد نجاح القمة التي استضافتها الدولة المصرية بشأن خطة الإعمار، التي ترمي إلى عدم تهجير الفلسطينيين، ووجود خطة لإدارة غزة وإعادة التعمير، مؤكدًا أن ما يحدث من تراجع عن خطة التهجير يعد موافقة ضمنية من الرئيس ترامب على خطة الدولة المصرية بشأن إعادة الإعمار ورفض تهجير الفلسطينيين.
تصريحات ترامب بشأن عدم تهجير أهل قطاع غزة:
وفي السياق قال عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن عدم تهجير أهل قطاع غزة يؤكد اقتناع الرئيس بأن فكرته بتحويل غزة إلى ريفيرا الشرق الأوسط غير منطقية، أو واقعية، لأن ما تداول من فكرة تهجير من ترامب لم يلق تأييدًا من أحد سوى إسرائيل.
موقف دولي لرفض تهجيرالفلسطينيين:
أشار حسين، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، إلى أن هناك موقفًا دوليًا من التهجير، متمثلًا في رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي لتلك المخططات، فضلًا عن الأردن التي عبّرت عن رفضها مرارًا، مشيرًا إلى أن البرازيل والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، دعموا حل الدولتين، ولا يمكن أبدًا قبول فكرة تهجير أهل قطاع غزة.
خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة:
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن مصر وضعت خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة بديلة لمخططات ترامب، وما سيكون في اليوم الثاني من الحرب، ومن سيدير قطاع غزة، بأن يكون هناك لجنة إسناد لإدارة القطاع، تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إليها، والتي لاقت قبولًا من حركة حماس بالخطة المصرية.
القمة العربية لإعادة إعمار غزة:
أوضح عمرو حسين، أن مصر خلال القمة العربية أعدت خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، وكان لها دعم عربي كبير، وسعت من خلال علاقتها إلى عرض الخطة البديلة، وحظيت بتأييد من الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن مصر نجحت في التأثير على موقف الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة، وأن المؤسسات في أمريكا أقنعت ترامب بالعدول عن خطته لتجنب الصراع في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لمنع الحروب:
وتابع الباحث في العلاقات الدولية: الولايات المتحدة الأمريكية تسعى في تلك الفترة إلى منع الحروب، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا، قائلًا: "فرض ترامب رؤية للسلام يجب ألا تكون على حساب القضايا العربية، ولا الأرض الفلسطينية، ومصر قادت العرب لموقف عظيم، ومن خلال ذلك نجحت في إقناع أمريكا برؤيتها، ومن الممكن أن تتبنى خطة مصر وتدعمها لإعادة إعمار قطاع غزة.
